عاد مؤخرا الى أرض الوطن وفد شبابي تلمذي تونسي بعد أن شارك في تظاهرة علمية في مدينة الاسكندرية بمصر تحت إشراف جامعة الدول العربية. التظاهرة نظمتها شركة عالمية للخدمات الاعلامية أيام 7 و8 و9 من شهر ديسمبر الجاري وهي عبارة عن مسابقة إقليمية في الابتكار العلمي والتكنولوجي التلمذي. الوفد التونسي تكوّن من نخبة من تلاميذ معهد 7 نوفمبر بجمال والاعدادية النموذجية على طراد بتونس العاصمة صحبة ثلّة من إطار الاشراف البيداغوجي والاداري. وقد نجح التونسيون خلال التظاهرة في الحصول على شهادات تقديرية وعلى جائزة «أحسن مشروع دولة» علما بأن عشر دول عربية شاركت في المسابقات هي مع تونس ومصر والسعودية والمغرب والأردن وفلسطين ولبنان والامارات وعمان والكويت. ابتكارات تكنولوجية تونسية شارك الوفد التونسي بمشاريع لفتت إليها الانتباه ولاقت الترحيب ومنها مشروع وظّف المعطيات العلمية في تأثير الرؤية على العين البشرية ليستنبط شاشة افتراضية حيث تتجلّى صور الأجسام الضوئية دون الحاجة الى خلفية مادية صلبة. مشروع آخر طريف تقدم به تلميذ يافع من إعدادية على طراد النموذجية يتمثل في ابتكار آلة قاذفة للكرات يمكن استعمالها في رياضة كرة الطاولة. المبتكر الصغير حاز على إعجاب لجنة التحكيم بإجابة طريفة عن السبب الذي دفعه الى إنجاز مشروعه إذ قال «أنا طفل وحيد في عائلتي وكثيرا ما أجد نفسي في حاجة الى من يلاعبني كرة الطاولة في المنزل.. لذلك فكّرت في إنجاز هذا المشروع». كلام التلميذ أثر في الحاضرين إذ حمل أكثر من معنى. مشروع تلمذي آخر من ابتكار شباب معهد 7 نوفمبر بمدينة جمّال تمثل في إنجاز تصور بمقاييس علمية مدروسة لقارورة بلاستيكية قابلة للطيّ مع إمكانية ارجاعها الى شكلها الأول بسلاسة ودون تلف. هذا المشروع أعجب الحاضرين كذلك بل ان بعض الصناعيين المتابعين للتظاهرة عبروا عن رغبتهم في تبنّيه. أنشطة فولكلورية تونسية موازية لقاء الوفود الشبابية العربية في إطار هذه التظاهرة العلمية كان مناسبة للتواصل والتعارف من خلال عروض فولكلورية أمّنها المشاركون من تراث أقطارهم. الوفد التونسي قدم عرضا لأصناف من تراثنا الغذائي وعروضا للباس التقليدي والغناء والموسيقى الفولكلورية التونسية. وقد كان الاحتفال ممتعا للجميع وكان مفيدا من حيث ما حققه من تواصل بين شباب تلمذي من أقطار عربية متعددة، شباب أدرك بالمناسبة أن ما يجمع بينهم هو أكثر مما قد يفرّق. أما من حيث القيمة العلمية للمشاريع المقدمة التونسية وغير التونسية فقد بدا أنها تحظى بمستوى يرقى الى درجة جيدة وهي لا تخلو من جاذبية ولعلّ تشجيعها ودعمها يزيد منها ومن فائدتها ورواجها كما يطور عدد المقدمين عليها وهذا أمر لعله يتكرّس في مستوى وطني تونسي من خلال ما أقرّته وزارة التربية مؤخرا بتنظيم الدورة الأولى للمعرض الوطني للعلوم والتكنولوجيا في الوسط المدرسي يوم 26 فيفري القادم بمدينة العلوم بتونس العاصمة.