أفاد المدير الجهوي للهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالقصرين، ناصر المحمدي، بأن الهيئة تتبع برنامجًا شاملًا للمراقبة الدورية لجودة مياه الشرب، يشمل مختلف مصادر المياه، سواء مياه الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد)، أو مياه المناطق الريفية التابعة للمجامع المائية، أو مياه العيون والينابيع الطبيعية، وحتى المياه المعلبة. وأوضح المحمدي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن فرق المراقبة تقوم بشكل دوري برفع عينات من هذه المصادر بهدف التثبت من مدى سلامتها، من خلال تقصي اي تلوث بكتيري أو تغيّرات في التركيبة الفيزيوكيميائية، أو في نسب الحموضة والملوحة، نظرًا للتغيرات المناخية الراهنة والتأثيرات البيئية على محيط الآبار والعيون الطبيعية. وأشار إلى تكثّف حملات المراقبة خاصة خلال فصل الصيف، وما يرافقه من ارتفاع في درجات الحرارة وتزايد الحاجة إلى المياه، حيث تم رفع وتحليل عينات من مياه عين أحمد وعين أم الثعالب بمعتمدية تالة، والتي أثبتت نتائجها أنّها لا تستجيب للمواصفات الوطنية المعتمدة لنوعية مياه الشرب، وفق ميثاق تونس لنوعية المياه الصالحة للإستهلاك البشري . وأكد المسؤول الجهوي أنه، في حال ثبوت عدم مطابقة المياه للمواصفات الصحية، يتم فورًا، وبمقتضى الإجراءات المعمول بها، إيقاف التزود منها، سواء كانت من العيون أو المنابع أو الصوناد أو الآبار أو المجامع المائية، وذلك إلى حين تنفيذ تدخلات فنية أو ترك المياه تتجدد ذاتيًا إن كان ذلك ممكنًا في العيون والمنابع الطبيعية. أما في الحالات الإستثنائية، وعند الاضطرار إلى استعمال هذه المياه، أوضح المحمدي أنه يُنصح بإضافة مادة "الجفال" للتعقيم، على أن تُعاد لاحقًا عملية أخذ العينات لتحليلها مجددًا والتثبت من مدى تحسّن نوعية المياه. وأكد أن ما تم تسجيله في عين أحمد وعين أم الثعالب لا يُعدّ حالة خطيرة، وفي حال ثبوت وجود خطر مباشر، ستقوم بمنع استعمال المياه تمامًا وإغلاق المنابع، أما في هذه الحالة، فقد تم اتخاذ إجراءات وقائية استباقية للحفاظ على صحة المواطنين. ولفت إلى وجود مصادر مائية أخرى في عدد من معتمديات ولاية القصرين، لا تستجيب بدورها للمواصفات الصحية، وقد تم إعلام المصالح الفلاحية والسلط المحلية بضرورة التدخل واتخاذ التدابير اللازمة ومن بينها التعقيم باستعمال مادة "الجفال"، وذلك إلى حين استعادة تلك المصادر لخصائصها الطبيعية وضمان سلامتها.