باتت مرارة الانقسام العربي طعما مألوفا وقد زادت سنة 2010 التي تستعد للرحيل، تأكيد هذه الحقيقة «الثابتة»... ويشهد العالم العربي في الواقع انقسامين الأول بالطول داخل البلد الواحد والثاني بالعرض بين «بلدين شقيقين»... السودان قسمته الحرب الأهلية منذ عقود وقد يتأكد هذا الانقسام بعد أيام بمناسبة الاستفتاء وفي الصيف قد نجد انفسنا أمام «سودانيين اثنين» بينما ستتطلب استراتيجية عادة التوحيد تكتيكات وخطابات وعقليات جديدة... لبنان وهو الآخر مزقته الحرب الأهلية وأثبت اتفاق الطائف تقسيمه الطائفي وجاءت «محكمة الحريري» لتهز وضعه الداخلي... واذا صدر القرار الظني بعد أيام قد نجد انفسنا أمام «لخبطة جديدة» برغم المساعي الحميدة التي يبذلها أكثر من طرف عربي... وفي فلسطين وبعد عام من الحوار بين «فتح» و«حماس» تواصل وجع الرأس وتواصل تبادل الاتهامات بين «الدويلتين»... وتطفو على سطح الخارطة العربية خلافات وهزات ومشاكل داخل أكثر من بلد وتجمع اقليمي... وجعلت مفارقات الوضع العربي من تركيا أقرب «الدول العربية» الى نفس المواطن العربي بالرغم من كونها غير عربية... المفارقات جعلت أيضا من ايران لاعبا عربيا بالرغم من فارسيته بينما ذهبت بعض الأوساط والأصوات الناشزة الى حد القول بأن بعض أكراد العراق غير عراقيين وبعض جنوبيي السودان غير سودانيين... وبعض العرب مستوردين... وتزيد هذه التصنيفات من حدة الانقسام العربي لتعيد التأكيد من جديد على الطبيعة المألوفة لمرارة هذا الانقسام. ويتمنى العرب بطبيعة الحال زوال هذا الانقسام لكن لا يبدو أن الأمنية ستتحقق في القريب... بل أن الاتحاد الجمركي العربي «المشطر» غير مرتقب قبل عام 2015... المتفائلون يقولون... انتظرنا الكثير... ومازال القليل فقط...