أهمية الفوز بالنسبة الى أبناء المرسى من أجل الخروج من الوضعية الحرجة في أسفل الترتيب ورغبة الضيوف من جهة أخرى في تدعيم رصيدهم من النقاط وتأكيد الصحوة التي يعيشونها على مستوى النتائج جعلت انطلاقة اللقاء سريعة ولم تتطلب جسا للنبض خاصة من جانب «القناوية» التي تقدم لاعبوها أكثر الى مناطق منافسهم بنية المباغتة وكانوا الاقرب الى تحقيق ذلك في الدقيقة الثامنة عن طريق الظهير الأيسر سليم المحجبي الذي نفذ كرة ثابتة بدقة وكادت كرته تغالط الحارس بعبورة قبل ان تتوفر لزميله التواتي فرصة افتتاح النتيجة بعد دقيقة لكن كرته غابت عنها اللمسة الأخيرة. الدقة غابت أيضا على أول عمل هجومي للضيوف في الدقيقة 14 حين تلقى أمير العمراني توزيعة محكمة من زميله العبيدي ورأسيته مرت جانبية بقليل رغم موقعه الممتاز وفي غياب الوقاية الدفاعية ومع مرور الدقائق مسك فريق المرسى بزمام الأمور وكان الأفضل من منافس على الأقل من خلال المبادرة بصنع اللعب دون خلق للخطر على مرمى الحارس بعبورة. في الجهة الاخرى لم يساعد عامل الريح فريق القوافل على مسك الكرة وصنع اللعب فاكتفى بعكس بعض الهجمات عن طريق اللاعب أقبونا وأمير العمراني الذي سدد نحو مرمى الحارس حسان البجاوي في الدقيقة 30 لكن كرته مرت جانبية. ضغط وهدفان ضغط أبناء المرسى تواصل وبدت رغبة المحليين في التسجيل أكبر وجاءت الدقيقة 30 لتعلن عن افتتاح النتيجة لصالح المرسى عن طريق محمد التواتي الذي سدد برأسية جميلة وبعد توزيعة من زميله المحجبي كرة غالطت الحارس بعبورة. شاهية «القناوية» لم تنقطع حيث توصل بعد أربع دقائق اللاعب نزار العمري الى مضاعفة النتيجة بأرضية مخادعة بعد امداد ذكي بالرأس من زميله سفيان موسى وكاد التواتي أن يثلث النتيجة في الوقت البديل بعد تسديدة قوية تصدى لها الحارس بعبورة على مرتين. تغييرات تكتيكية انطلاقة الفترة الثانية من اللقاء رافقتها تغييرات تكتيكية للمدرب فريد بن بلقاسم الذي اقحم الثنائي أسيامو وشرف الدين بلحاج في محاولة لخلق التوازن في وسط الميدان والبحث عن امتلاك الكرة للانطلاق بها بواسطة عمليات مركزة نحو مناطق المنافس وهو ما حصل حيث تغير نسق اللقاء لفائدة الضيوف الذين تعددت عملياتهم وشكلت في أغلب الأحيان خطورة على مرمى الحارس البجاوي الذي كان أمامه جدار دفاعي صلب في المقابل بحثت «القناوية» أكثر على تأمين أسبقية النتيجة وكانت أقل خطورة من الضيوف خاصة وأنها وجدت في مواجهتها عنصر الرياح الذي لم يساعدها على الاحتفاظ بالكرة وصنع اللعب لكن في الاثناء عرف زملاء محمد التواتي كيف يتصرفون في بقية ردهات اللقاء واحكموا غلق المنافذ أمام محاولات أبناء قفصة لينتهي اللقاء على نفس نتيجة الشوط وعلى ثلاث نقاط ثمينة أعادت المرسى الى أجواء الانتصارات التي غابت عن مركب الشتيوي منذ لقاء الجولة الرابعة ضد الشبيبة. نجم اللقاء بالإضافة الى أمير العمراني من جانب الضيوف الذي شكل بمفرده خطورة على دفاع المرسى فإن اللاعب محمد التواتي من جانب مستقبل المرسى كان أفضل عنصر فوق الميدان وكان حاضرا في كل ناحية من الملعب بفضل حضوره البدني الممتاز دون اعتبار أنه صاحب الهدف الأول لفريقه والذي مهد به طريق الانتصار. مردود الحكم مقابلة طيبة للحكم بن حسانة الذي نجح في ادارتها من دون اخطاء تذكر وساعده في ذلك لياقته الممتازة التي ساعدته على التواجد بالقرب من كل العمليات مما جعل قراراته تكون صائبة.