سطا شاب على منزل جاره في منطقة «نقطة» بالمحرس واستولى على مسروق تفوق قيمته 10 ملايين من مليماتنا وأخفى بعضه (قطع مصوغ) في حفرة وفق ما اعترف به مؤخرا أمام باحث البداية لدى مركز الحرس الوطني بنقطة. ولعل ما يثير الغرابة أن المتضرر لم يوجه شكوكه نحو جاره (المشبوه فيه) وأصر على رفض اتهامه لكن فراسة الباحث ونباهته لعبتا في النهاية دورا مهما في كشف ملابسات الواقعة. وكان رب أسرة في منطقة نقطة من معتمدية المحرس (ولاية صفاقس) تحول قبل أيام الى مركز الحرس الوطني التابع لمنطقة الحرس الوطني بالمحرس ليخبر عن تعرض منزله الى عملية سطو ألحقت به خسائر فادحة. وأوضح أنه توجه ليلة الواقعة الى منزل أصهاره ثم تفطن صباحا الى أن لصا (أو عددا من اللصوص) اقتحم منزله بالخلع واستولى على قطع مصوغ ومبلغ مالي وأثاث منزلي بالاضافة الى معدات نجارة، ولم يوجه الشاكي شكوكه نحو شخص معين. تحول الباحث الى مكان الواقعة ولاحظ أن اللص خلع نافذة خلفية وعبر منها الى بيت الاستحمام ثم مر الى بقية الغرف ثم احتاج الى متسع من الوقت حتى يختار المسروق ويغادر المنزل من بابه الرئيسي بعد فتحه من الداخل) ولهذا لم يستبعد الباحث أن يكون اللص على علاقة بالمتضرر بما جعله يعلم مسبقا بمغادرته منزله ليلة الواقعة. وقد تم توسيع الشبهة على عدد من الشبان ثم حصرها الباحث في أحد جيران الشاكي فعرضه عليه لكن الشاكي رفض مجرد اتهامه مراعاة لعلاقة الجوار بينهما ولهذا قرر الباحث اخلاء سبيل الجار ولكنه وضعه تحت الرقابة الدقيقة احساسا منه بامكانية تورطه. وقد لوحظ الجار (المشبوه فيه) في الأثناء يتردد ليلا على بيت مستقل داخل ضيعة عندها تمت مداهمته ثم العثور على جانب كبير من المسروق (الأثاث المنزلي ومعدات النجارة) فتم حجز وايقاف المشبوه فيه الذي كشف عن مكان المصوغ المسروق وهو حفرة كان أعدها للغرض ولهذا تم استخراج قطع المصوغ واعادتها الى المتضرر مع باقي المسروق المحجوز فيما تعذر استرجاع المبلغ المالي. وقد تواصل استنطاق المشبوه فيه قبل احالته على النيابة العمومية لتقرر في شأنه ما تراه مناسبا.