القاهرة خاص ل (الشروق) من محمد يوسف عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعه الطارئ أمس على مستوى المندوبين الدائمين وترأسته المغرب بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لبحث الأوضاع المتردية التي يواجهها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون والعرب في السجون والمعتقلات الاسرائيلية. يأتي ذلك الاجتماع كما تؤكد مصادر الجامعة ل»الشروق» في اطار وضع خطة للتحرك العربي على الساحة الدولية لمواجهة هذه الأوضاع الخطيرة والعمل على تهيئة الرأي العام الدولي ضد الممارسات القمعية الاسرائيلية وتكوين حركة من التضامن الدولي في هذه القضية تجاه ممارسة الضغوط الدولية على اسرائيل للالتزام بأحكام القانون الدولي الانساني الذي قامت بانتهاكات صريحة لها. وقالت المصادر أن الاجتماع حضره اثنان من قدامى الأسرى الفلسطينيين في سابقة تعد الأولى من نوعها وهما أحمد ابراهيم جبارة أبو السكر وزياد محمد أبو عين حيث قدما شهادات حية وواقعية عن الممارسات الاسرائيلية في السجون الاسرائيلية، كما قدم السفير محمد صبيح مذكرة تفصيلية أمام الاجتماع حول أوضاع 7500 أسير فلسطيني والتطورات الأخيرة بشأنهم في ظل اعلان الأسرى الاضراب عن الطعام الذي دخل أسبوعه الثاني. ومن جانبه كشف السفير محمد صبيح ل»الشروق» أن عدد الأسرى الذي يدور حول 7500 أسير يشهد خلال الفترة الحالية زيادة مستمرة ويشمل نحو 100 أسيرة من بينهم 22 متزوجات و18 أما لنحو 75 طفلا، أما عدد الأطفال الأسرى فيصل الى حوالي ال474 طفلا رهن الاعتقال بخلاف 27 آخرين معتقلين اداريا من جانب سلطات الاحتلال الاسرائيلي دون أن يتم توجيه تهم محددة لهم، وقال صبيح أن من بين الأطفال الأسرى 301 طفل يحتاجون الى رعاية طبية موضحا «أن هؤلاء الأسرى يتم احتجازهم في 27 معتقلا» اسرائيليا معروفة ومعلنة بخلاف المعتقلات وأماكن الاحتجاز السرية الأخرى التي كان قد تمّ الكشف عن بعضها العام الماضي. وأكد صبيح أن الأسرى يتعرضون داخل المعتقلات الاسرائيلية لكافة أنواع التعذيب والقهر الجسدي والنفسي، ويتراوح التعذيب الجسدي بين الضرب المبرح والصعق بالكهرباء والخنق والحرق والتشويه والصلب، أما التعذيب النفسي فيتفاوت ويصل الى أقصى أنواع القمع والاذلال بداية من التعرية من الملابس أو التهديد باعتقال أقاربهم أو اغتصاب نسائهم وبناتهم سواء كانوا أمهاتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم. ووصف السفير محمد صبيح المندوب الدائم لفلسطين لدى الجامعة العربية وأمين سرّ المجلس الوطني الفلسطيني ل»الشروق» ما يحدث في المعتقلات الاسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين العزّل كانت أحداث سجن أبوغريب في العراق مجرد نموذج لما يحدث فيها منذ عشرات السنين وضد الآلاف من أنباء الشعب الفلسطيني المناضل من أجل تحرير أرضه، وقال ان الهدف الصريح من هذه الممارسات هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتحطيم معنوياته وكسر صموده وانطلاقته نحو الاستقلال والتحرير، وفيما وجه تحية الى الضباط والجنود في جيش الاحتلال الاسرائيلي الذين يرفضون الخدمة العسكرية والاحتلال والعنصرية، وجه تحية اجلال الى كل من وقف بجانب الحق الفلسطيني مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات المعنية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة ولجان حقوق الانسان المعنية بالتحرك من أجل وقف هذه الممارسات الاسرائيلية، وعدم الصمت إزاء سياسات العقاب الجماعي التي تمارسها اسرائيل، كما طالب الدول الأعضاء في الجامعة العربية بدعم ومساندة الأسرى والعمل على أن يعاملوا كأسرى حرب وفقا لما تنصّ عليه الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بهذه القضية.