لا نعلم بالتحديد من أوعز لأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى بزيارة العراق المحتل في هذه الفترة بالذات... ولا نعرف ايضا هوية من أقنعه بتحويل زيارته لقطر عربي محترق أمريكيا وصهيونيا وإيرانيا من إطلالة تنظيمية فنية لما قبل «قمة بغداد المغتصبة 2011» الى اطلالة تنويهية بنموذج «كردستان العراق» وأربيل عاصمة الإقليم. ولكن ما نعرفه وما ندركه في هذه الآونة، على الاقل ان عمرو موسى تجاوز حدود الزيارة الخاطفة وتخطى في تقديرنا التزامات أمين جامعة دول عربية نيطت بعهدته الدفاع والذود عن المصالح العربية للأقطار والأمة والحفاظ على أمنها القومي. من حق عمرو موسى ان ينوه بأي نموذج سياسي وإداري حاكم يرى فيه بعدا نموذجيا للأخرين طالما ان هذا الاطراء لم يخرج عن الإطار الذاتي الشخصي ولكن ان يصبح هذا الاستحسان خطابا رسميا لجامعة عربية لصالح إقليم وضعت على سياساته وتحالفاته نقاط استفهام عديدة فهذا غير مقبول البتة. فمن منا نسي او استطاع ان يتناسى حجم الضغوطات الكردية التي سلطت على النظام العربي السابق في العراق والتي كانت تأخذ شكل الابتزاز وانتهاك السيادات أكثر منها شكل مطالب شرعية. ومن منا نسي أو تمكن من تناسي سيناريو غزو العراق الأبيّ الذي انطلق شمالا من كردستان العراق وجنوبا من أحد الأقطار العربية.. ومن منا نسي او قدر على تناسي حجم العلاقات المتينة و«التاريخية» للأسف القائمة بين تل أبيب وأربيل و«التوليفات» الفكرية المطروحة حاليا على العقل العربي الاسيف بأن الأكراد أمّة قائمة الذات ومن حقهم تكوين دولة مستقلة تمتد من العراق الى سوريا وإيران ولبنان. ومن منا نسي او تمكن من تناسي الأطماع الكردية المتنامية لبسط اليد على «كركوك» والتحكم في خيراتها الباطنية. العجيب في جامعتنا العربية وفي العمل العربي المشترك أنه يأتي متأخرا جدّا.. يأتي عقب توزيع الأوراق وتقسيم الأدوار على حساب المصالح العربية والأدهى من ذلك انه يأتي لتزكية هذا الحال ولرميه بباقات الورود.. والأمرّ من هذا انه يطبع المشاريع الصهيونية والأمريكية والإيرانية بطابع عربي خالص..