«تعرف الاشاعة على انها ذلك الخبر الذي ينتشر بين الناس ولا نعلم مصدره ويثير في ذات الوقت اهتمام الناس وانشغالاتهم، تصنف الاشاعات الى أصناف منها ما يرتبط بالمجتمع ككل ومنها ما يهم شريحة منه فقط وهناك الاشاعات التي تصاحب أحداثا كبيرة كالحروب والأزمات بمختلف أنواعها في أغلب الحالات تكون الاشاعة تعبيرا عن قلق اجتماعي، وهنا تتجلى أهمية السياق الذي تنتشر فيه الاشاعة بما في ذلك المستفيدون والمتضررون منها. ما يهمنا هو الاشاعة في الوسط الرياضي وهنا نؤكد أن هذا الحقل الاجتماعي يمكن أن يكون مجالا خصبا لبروز الاشاعات لأنه حقل ذو رهانات متعددة تكون فيه المعلومة ذات أهمية بالغة، وهو حقل يعتمد على النتائج السريعة وغير المتوقعة وكل فاعليه على قلق دائم، المسير قلق ويريد نتائج باهرة واللاعب هو الآخر قلق على أدائه في الفريق وعلى صحته على مسيرته والجماهير هي الأخرى في نفس الوضعية اضافة الى النجومية التي يتمتع بها كل من له علاقة بهذا الميدان، هذه المعطيات تعجل بظهور الاشاعات، متى تنتشر الاشاعة في الوسط الرياضي؟ تكشف الاشاعة عندما تنتشر عن حالة من الارتباك والاشاعة التي انتشرت مؤخرا وتهم حياة رئيس النادي الافريقي فهي اشاعة متوقعة في ظل ما يعيشه النادي من أزمة تسيير، هنا تحاول الاشاعة الظهور بدرجة عالية من الانسجام حتى تكون مقنعة ومستساغة فعلى خلفية مرض رئيس النادي المتواصل يكون موته في هذه الحالة منتظرا عند متقبلي الخبر، تحتاج جماهير النادي الى ما يمثل لهم خلاصا للوضعية الاستثنائية وفي ظل غياب المعلومة الواضحة وتذبذب ما حصل عليه المحبون للنادي من معلومات تجد الاشاعة مسربا لها بين المتتبعين. ان الاشاعة التي وردت فيها وفاة رئيس النادي هي في الواقع رغبة في قتله رمزيا حتى يعجل النادي بتعيين رئيس له، وكأن الاشاعة تريد تعديل وضع غير مرغوب فيه، من هذه الناحية تقرأ الاشاعة على أنها نص يعطيها مؤشرات على ما يدور في محيط النادي... واذا ما تواترت الاشاعة في أي فضاء فهي الدلالة على أنه في أزمة، ففي السنة الماضية ظهرت اشاعة تخص لاعبا من نفس الفريق حول تعاطي المخدرات. لا نقف هنا عند الاشاعة على أنها فقط خبر لا نعرف مصدره بل نرصد في الاشاعة علامة على ما يدور حولنا من غياب لمصدر موثوق به للمعلومات، الاشاعة انتاج اجتماعي انها أيضا المجتمع عندما يعبر عن نفسه ويعلن مواطن ضعفه وهنا تكمن أهمية تناولها بشكل مغاير.»