اعتبر المحلل السياسي البريطاني روبرت فيسك في مقاله بجريدة «الاندبندنت» ان مسار بناء الديمقراطية في تونس والعالم العربي لا يزال طويلا. ويستهل الكاتب مقاله متسائلاً: هل ما يحدث في تونس يعني نهاية عصر الطغاة في العالم العربي، ثم يجيب قائلاً إن هؤلاء الطغاة بالتأكيد يرتعدون في جميع أنحاء الشرق الأوسط، سواء أمراء وشيوخ وملوك الخليج أو في غيره من الدول لكن ما حدث في تونس لا يعني نهايتهم. ويوضح فيسك أن الغرب يريد نوعاً من الديمقراطية في تونس، لكن ليس كثيرا من الديمقراطية، مذكراً بما حدث في الجزائر في بداية الثمانينيات، عندما بدا أن الإسلاميين يحققون فوزاً في الانتخابات، أيد الغرب الحكومة المدعومة من الجيش وتعليقها للانتخابات وسحق الإسلاميين واندلاع الحرب الأهلية التي أودت بحياة 150 ألف شخص. وفي مصر يريد الغرب الاستقرار بصرف النظر عن انتشار الفساد. ويرى فيسك أن الحقيقة تتمثل في أن العالم العربي متصلب للغاية وفاسد ومهان وقاسي، فقط تذكروا كيف وصف زين العابدين بن علي التونسيين بالإرهابيين، ومن ثم فإن العالم العربي غير قادر نهائياً على تحقيق أي تقدم اجتماعي أو سياسي، لدرجة أن أي فرصة لإنشاء ديمقراطية من فوضى موجودة في الشرق الأوسط معدومة تماماً. ويشير إلى أن وظيفة الحكام العرب تمثلت دائماً في إدارة شعوبهم والسيطرة عليهم، وحب الغرب وكراهية إيران.