رأى الكاتب البريطاني البارز «روبرت فيسك» أن كل قائد عربي غير منتخب أو أي زعيم في المنطقة تم انتخابه بالتزوير يجب عليه أن يفكر طويلاً في صوت «محمد القذافي» النجل الأكبر للعقيد الليبي في حديثه الهاتفي لقناة «الجزيرة» وصوته المرتعش قائلاً: «إننا نفتقر إلى الحكمة والبصيرة». وقال «فيسك» في مقاله بصحيفة (الإندبندنت): إن الحكمة هي الشيء الذي يفتقده (الشرق الأوسط)، والبصيرة هي المهارة التي يهملها الغرب والعرب على حدٍّ سواء. وأضاف: «لقد بات الشرق والغرب يفتقدان القدرة على التفكير في المستقبل، فأصبح نطاق ما يشغل تفكيرهم هو ال24 ساعة المقبلة. وأردف «فيسك»: «يجب على هؤلاء الذين ينشغلون بما يحدث في الساعات القادمة وما سيندلع من مظاهرات أو ما سيقوله «أوباما» أو غيره من قادة العالم أن يدركوا جيدًا أن الثورات العربية لن تنتهي في خريف 2011، فالربيع العربي سيستمر لسنوات، وعلى هؤلاء أن يتأكدوا أنه ليس هناك نهاية للتاريخ». وتابع «روبرت فيسك»: «الربيع والصيف والخريف العربي أثبتوا أنه ليس فقط الحدود «الاستعمارية» القديمة التي لا يمكن انتهاك حرمتها، فلكل ثورة خصائصها المميزة لها، وإذا كانت الانتفاضات العربية جميعًا خلفت أعدادًا لا يستهان بها من الشهداء، فإن هناك بعض الثورات التي كانت أكثر عنفًا كثيرًا منها». وتوقع الكاتب الصحافي البريطاني البارز أن تصبح ليبيا قوةً عظمى في الشرق الأوسط، لكن بشرط ألا يفرض عليها الغرب احتلالاً اقتصاديًّا كمقابل لحملة (الناتو) التي ساعدت في تحرير البلاد من الطاغية الوحشي، وفق تعبيره. وقال: «لن تعود طرابلس لتنتمي لهويتها الأفريقية، بعد أن اختفى هاجس القذافي بوسط وجنوب أفريقيا، وقد تؤثر ثورة الشعب الليبي على حرية جيرانهم في الجزائر والمغرب». وأضاف «فيسك»: «دول الخليج ستسعد بانتصار الشعب الليبي؛ لأن معظم القادة العرب يعتبرون القذافي مختلاًّ عقليًّا ومؤذيًا، لكن بشكلٍ عامٍ، فإن لعبة الإطاحة بالحكام المستبدين تمثل خطورة عندما ينضم لها قادة لم يتم انتخابهم». ودعا الغرب إلى توفير دروس في الديمقراطية لليبيا الجديدة، لتجنب الفوضى التي أصابت العراق عقب الإطاحة بصدام على يد الغرب أيضًا. وأدان الكاتب البريطاني موقف «إسرائيل» من الربيع العربي قائلاً: «(إسرائيل) التي كانت منحرفةً وغير ناضجة في ردها على الصحوة العربية لم يرحب قادتها بالثورة المصرية، ولم تشجع شعبًا أراد الديمقراطية التي تفتخر دائمًا هي بها، وبدلاً من ذلك أطلقت نيرانها على الجنود المصريين، وهو الموقف الذي يحتاج إلى تفكير طويل».