ان تصاب باحدى الأمراض المزمنة كأمراض القلب وانسداد الشرايين التاجية أو مرض السكري أو القصور الكلوي المزمن أو ببعض الأمراض البسيطة الأخرى كالحساسية الجلدية أو «القريب» أو الارهاق فكلها أمراض دارجة ومتعارف عليها لكن أن تصاب بداء اسمه السرقة أو السرقة المرضية (Ainamotpe) فالأمر في حاجة إلى تفسير لأن الكثير منّا لم يسمح بمثل هذا الدّاء. السرقة المرضية نوع من التوتر النفسي والرغبة الجامحة لا تهدأ إلا بالاستمتاع بثمرة السرقة. أنها لذة بأتم ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ويعرف الدكتور عطيل بينوس وهو أخصائي نفساني هذا المرض قائلا: «هو عبارة عن اضطراب في السلوك وفي احكام التصرف فبعض الأشخاص بمجرد دخول فضاء تجاري تسيطر عليهم رغبة سرقة شيء معين. إن مكمن الاشكال أن هؤلاء الأشخاص لا يسرقون بدافع التملك أي تملك ذلك المنتوج أو لبيعه إنما مجرد تلبية لرغبة. وقبل عملية السرقة يدخل هؤلاء الأشخاص في حالة توتر نفسي تزول مع نجاح عملية السرقة عندها يشعرون بلذة مخصوصة لأنهم يستمتعون بثمرة سرقتهم رغم أنهم يبادرون إلى إلقاء المسروق في القمامة. المشاهير أيضا ويبدو ان بعض مشاهير الفن والرياضة مصابون بالسرقة المرضية إذ نسمع من حين لآخر بسرقتهم لمنتوجات بسيطة ألحقت بسمعتهم ضررا ويوضح الدكتور ع ب «إنها حالة مرضية وتورط وافتضاح أمر بعض المشاهير تؤكد بالفعل أنها حالة مرضية كغيرهم ممن يدمنون على المقامرة (لعب القمار) وهي تتطلب طرقا علاجية سلوكية كتعويدهم على تغيير تصرفاتهم (بصفة تدريجية) أو ابعادهم عن مثل هذه الفضاءات التجارية. اللذة والرغبة والشعور بالنشوة كلها دوافع للسرقة المرضية وهو مرض لا يمكن تفسيره على أنه سلوك انتقامي (أي ردّة فعل انتقامية) ولا يمكن ربطه بأزمات نفسية أخرى كالشعور بالاكتئاب مثلا في كلمة هو مرض مستقل بذاته واضطراب في التصرفات مع عدم امكانية مقاومة الرغبة في السرقة.