«خبز وماء والتجمع لا»، «يا مواطن يا ضحية الحكومة مسرحية»، «بن علي أسقطناه والتجمع هاو وراه»، «العصيان العصيان من بنزرت إلى بن قردان» شعارات لا تزال تملأ شوارع مدينة سوسة في مسيرة ثانية منذ الإعلان عن الحكومة المؤقتة، انطلقت يوم أمس كالعادة من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة متخذة باب بحر منطقة عبور لمسلك مخالف لمسلك المسيرة السابقة حيث كانت لهم ثلاث وقفات الأولى قبالة نهج الحكيم فرول حيث جلسوا أرضا مرددين شعارات رافضة للحكومة المؤقتة. وقفة ثانية أمام مستشفى فرحات حشاد انضم إليهم جمع من الممرضين ووقفة ثالثة كانت أمام قصر العدالة قبل أن تنضم إليهم مجموعات أخرى رافقتهم إلى الساحة المقابلة للاتحاد الجهوي للشغل حيث ضرب أحد الممثلين عن المحامين للمتظاهرين موعدا متجددا داعيا إياهم لمواصلة المسيرات حتى تسقط الحكومة المؤقتة على حد ندائه الذي تضمن أيضا إشادة بروح تضامن مختلف الفئات البشرية والمنظمات والنقابات وغيرهم من مكونات المجتمع المدني والشرائح الاجتماعية من أجل كرامة الوطن وإخراج من سماهم بالعملاء وأعضاء حزب التجمع الدستوري. أما الكلمة الثانية جاءت على لسان أحد ممثلي الاتحاد الجهوي للشغل الذي قال : «لي ثلاث رسائل سأوجهها إلى رئيس الدولة المؤقت فؤاد المبزع والوزير الأول محمد الغنوشي ووزير الداخلية أحمد فريعة». وتضمنت الرسائل الثلاث تنديدا بوجودهم في الحكومة المؤقتة ودعوتهم للانسحاب صحبة بقية وجوه النظام السابق حتى يرجع الهدوء إلى الشارع وتبنى الدولة على أسس ثابتة ديمقراطية على حد تعبيره كما توجه أحد ممثلي اتحاد الطلبة بكلمة إلى الحاضرين تضمنت نفس المطالب والشعارات المذكورة وقد تفاعل معها المتظاهرون مرددين في حماس هذه الشعارات. لجنة جهوية مساندة إلى جانب المواطنين العاديين شارك في هذه المسيرة ولليوم الثاني على التوالي محامون وأطباء ونقابيون وحقوقيون وطلبة وتلاميذ ولتسليط الضوء على منهجية هذه التحركات وقيادييها توجهت «الشروق» التي كانت حاضرة في المسيرتين إلى السيد حمد المزروعي الكاتب العام الجهوي لاتحاد الشغل بسوسة الذي أكد إشراف الاتحاد على لجنة مدنية حديثة التكوين تتضمن الأطباء والمحامين والحقوقيين والطلبة والنقابيين تهتم هذه اللجنة حسب تصريحه بهذه المسيرات مساندة لمطالب الشعب في تركيز الديمقراطية الحقيقية واسقاط الحكومة المؤقتة وانسحاب كل الوجوه القديمة المنخرطة في التجمع الدستوري الديمقراطي إلى جانب مطالب أخرى مؤكدا على مواصلة المسيرات إلى أن تتحقق تلك المطالب. المحامون لهم كلمتهم اتصلت «الشروق» بأحد المحامين وهو الأستاذ سهيل مديمغ من الذين يقودون هذه المسيرة ويتوجه إلى المتظاهرين بالشعارات والبيانات واعتبر في تصريحه أن وجود المحامين في هذه المسيرة لا يخضع إلى نسب مائوية في المشاركة بقدر ما هو تمثيلي مساند لمطالب الشعب مؤكدا أن اللجنة الجهوية المتكونة تعمل على تجميع الأطراف الفاعلة في المجتمع انخراطا في مطالب الشعب والعمل على مساندته على حد تعبيره. الأطباء محترزون وجود الأطباء مقارنة بالمحامين في المسيرة كان متواضعا ربما بحكم توقيت المسيرة (الحادية عشرة صباحا) وفي لقاء ب«الشروق» أكد لنا الدكتور حاتم (ألح على عدم ذكر لقبه) والذي كان أيضا من قياديي هذه المسيرة في يومها الأول والثاني أن حضور الأطباء ممثل ب : عمادة الأطباء، وأطباء الأسنان البياطرة والصيادلة إضافة إلى الفرع الجهوي لرابطة حقوق الإنسان والفرع الجهوي لعمادة المحامين وأكد أن هذه اللجنة «هي للدفاع المدني قصد تنظيم الإحاطة بلجان حماية الأحياء التي تكونت تلقائيا» على حد تصريحه وفيما أكد أن هذه اللجنة تعمل تحت لواء الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة فإن زميله في نفس اللجنة الدكتور جمال الدين صالح المكلف بالإعلام وصرح أن الاتحاد هو من مكونات هذه اللجنة التي تسعى إلى الحفاظ على المكتسبات السياسية التي حققتها الثورة وترسيخ الأمن والهدوء، هذا وأكد على اجتماع هذه اللجنة لمزيد هيكلة هذا الحراك السياسي وتأطير الفاعلين فيه تحقيقا لمطالب الشعب. رضيع في المسيرة وإن كان الشخصية الحدث في مسيرة أول أمس إمرأة أخذت المصدح لتدعو المحامين لمساندتها في فقدانها لابنتها بعد خنقها من طرف أحد المساجين الفارين فإن شخصية اليوم من الثاني المسيرة رضيع لم يتجاوز الخمسة أشهر جاب شوارع المدينة طوال المسيرة صحبة أبيه واسمه يحيى قسومة تبادل على مسكه بعض المحامين. تعكر الأجواء لم ينته التجمع بعد المسيرة كما كان يريد الحاضرون حيث تسربت أحد الأصوات تهاجم بعض عناصر الاتحاد الجهوي للشغل وكادت أن تحدث بلبلة لو لم يقع تطويقها ولتعرف خلفياتها أكد الكاتب الجهوي للاتحاد أن الذي تهجم هو من العناصر الأمنية بعد أن شاهده يدخل منطقة الأمن.