انطلقت صباح أمس مسيرة من أمام مقرّ الاتحاد الجهوي للشغل وقبل ان تجوب الشوارع الرئيسة للمدينة وزرع كل الحاضرين مناشير تضمّنت تهنئة بنجاح الثورة الشعبية وإشادة بعمل اللجان الشعبية وبسالتهم، ودعوة الجميع الى صيانة هذه الثورة بالتضامن من أجل إسقاط الحكومة المتشكلة وانسحاب كل أعضائها كما ضمّت هذه المناشير دعوة للاحرار والشرفاء ولكل المنظمات والتنظيمات والأحزاب المناضلة الى ضرورة التوحد من أجل تحقيق البرنامج المرحلي التالي حسب ما جاء في هذه المناشير اولها. حل الحكومة والبرلمان ومجلس المستشارين والمجلس الدستوري وكل الهيئات الصورية للنظام العميل تشكيل مجلس مهمته سن دستور جديد اصدار العفو التشريعي العام ، مطالبة اي دولة يلجأ اليها المجرمون بتسليمهم لمحاكمتهم وغيرها من المطالب. ثم توجه الجميع مرددين شعارات تنادي «خبز وماء والتجمع لا» و«الحكومة مسرحية» وصلوا الى قصر العدالة حيث التقوا بمجموعة من المحامين كانوا في انتظارهم قادوا صحبة أعضاء الاتحاد الجهوي للشغل وبعض الأطباء هذه المسيرة التي انضمّ إليها العديد من المواطنين توقف الكل امام مقر الولاية مرددين النشيد الوطني وبقية الشعارات ثم اتجهوا الى مقر لجنة التنسيق حيث دعي أحد المحامين المتظاهرين الى تسمية ساحة اللجنة ب «ساحة البوعزيزي للنضال الوطني» مما شحذ حماس الكل وطمأنوا أعوان الجيش الذين كانوا يحرسون المكان بأن لا يحرقوا ولا يكسّروا وزاد حماس الجميع عندما تسلّق أحد المحامين وأفراد آخرين شرفة مقرّ هذه اللجنة أزالوا لافتتها وتعويضها بكتابة «دار الشعب» وتم انزال إطار كبير ضمّ بيان السابع من نوفمبر وقع تمزيقه صحبة صور ولافتات للرئيس المخلوع بن علي وعاد الكل الى وسط المدينة مرددين نفس الشعارات وانضمّ اليهم العشرات ووقفوا امام منطقة الأمن حيث لاذ أفرادها بالدخول تحت حماية العديد من المواطنين. ساحة للتعبير الحرّ بعد الرجوع من لجنة التنسيق مرورا بوسط المدينة حيث انضمّ مواطنون آخرون وتوجه الكل الى منطقة الأمن حيث لاذ أعوانه داخله ولكن تمّت حمايته من طرف المواطنين ومحامين وأعضاء الاتحاد الجهوي للشغل وعبّر بعض أفراد الأمن عن تضامنهم مع الشعب مما زاد في تضامن المتظاهرين وحرصهم على عدم ألحاق الأذى. وبعد وقفة مطوّلة نسبيا ردّدوا فيها الشعارات المتداولة ومنها التي تصف الحكومة الجديدة بالمسرحية والداعية لحكومة نزيهة اتجه الكل الى الساحة التي أمام الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وتناوب العديد من محامين وأطباء وأعضاء الاتحاد وبعض الوجوه الثقافية وأيضا المواطنين على إلقاء كلمة باعتماد المصدح نادوا جميعهم بنفس الشعارات وتكوين حكومة انقاذ مستعجلة وتغيير الدستور وإخراج أعضاء الحزب الحاكم السابق من الشعارات التي تم ترديدها بكثرة «شعارات وطنية، لا أحزاب سياسية» داعين الى التضامن والتكاتف من اجل انقاذ البلاد ومعبّرين عن عدم ثقتهم في الحكومة المؤقتة التي تم تكوينها داعين بكل حماس أفرادها الى الانسحاب. ومن المطالب التي وقع ذكرها تحويل الساحة المقابلة لمقر الاتحاد الجهوي للشغل سوسة الى ساحة أبدية للتعبير الحرّ.