بعد المسيرات اليومية التي ملأت شوارع مدينة سوسة منذ الإعلان عن الحكومة المؤقتة والتي رفع المشاركون فيها شعارات تنادي بحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي واسقاط الحكومة المؤقتة عرفت مدينة سوسة عشية أمس الثلاثاء خروجا فجئيا لمسيرة حاشدة ضمّت بعض مديري النزل والشركات والمؤسسات والأطباء ومسؤولين رياضيين وبعض رؤساء شعب يطالبون بحلّ الاتحاد العام التونسي للشغل والرجوع إلى العمل وتوجهوا إلى مقر هذا الاتحاد حيث وقفت أمامه مجموعة كبيرة أخرى تنتمي إليه وفصل الجيش بين المجموعتين اللتين تبادلتا الشعارات فمجموعة الاتحاد تصف الأخرى بعملاء التجمع والثانية تندّد بجراد وبقرارات الاتحاد وشعارات تكرس الجهوية من قبيل «خبز وماء والجبورة لا» «ماناش جبورة من الكاجي بي» وانخرطت المجموعتان في تبادل الشعارات والاحتجاجات ولولا وجود الجيش بكثافة لآلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه ولكانت ليلة دماء أكثر سيلانا من دماء «الثورة» مما خلف انشقاقا وفجوة تستوجب حلاّ ناجعا ينقذ الجهة من وضع هي في غنى عنه قد يرجع بالوبال على الكلّ.