قبل 10 سنوات من الآن (وتحديدا يوم الاربعاء 7 فيفري 2001 ص28) كتبت «الشروق» عن مأساة السيد فتحي دمق الباعث العقاري صاحب البناية الضخمة الموجودة في فندق الشوشة قبالة محكمة بن عروس الابتدائية وغير بعيد عن مقر الولاية وعلى الطريق المؤدية الى ميناء رادس. هذه البناية شيدها الباعث العقاري وبلغت كلفتها قرابة 25 مليارا وجعلها مكاتب ادارية ومساكن ومحلات تجارية وبناها على ستة طوابق بعد أن تحصل على الرخص الكاملة من بلدية المكان التي تدخلت بعد اتمام البناء لتصدر قرارا أول بسحب الرخصة الخاصة بالطابقين الخامس والسادس ثم قرارا ثانيا بهدم الطابقين وهو ما تكفل به شخصيا صحبة عماله وأعوانه قبل ان تتدخل البلدية مرة أخرى وبعد اتمام أكثر من 60% من عملية هدم الطابقين لتجبره على دفع 47 ألف دينار معلوم بقية الهدم قبل ان تعين باعثا عقاريا آخر بعملية الهدم ليقدم في النهاية فاتورة بأكثر من 470 ألف دينار وتترك البناية في حالة تشبه الدمار. المحرّض بلحسن الطرابلسي واذا كان السيد فتحي دمق تحدث قبل عشر سنوات عن مأساته وعن تعسف بلدية مقرين وتراجعها في الرخصة الممنوحة وهدمها للطابقين الخامس والسادس فإن هذه المرة وبعد هروب الدكتاتور وانفراط حبات عصابة السوء «الطرابلسية وبطانتهم» تحدث بكل جوارحه عن خفايا هذا القرار اللاقانوني ومن يقف وراءه وهو ما أشارت اليه «الشروق» يومها وتكتم عنه الباعث العقاري لعشر سنوات. يقول السيد فتحي دمق ان المدعو بلحسن الطرابلسي تشبث بمشاركته في المشروع مستندا الى مصاهرته للرئيس المخلوع ومحرضا عليه بلدية المكان ووزارة التجهيز وكل السلط الممكنة بعد ان رفض الباعث الخضوع الى رغبته. ويضيف صاحب البناية أن عبد العزيز بن ضياء مستشار الرئيس وقتها تضامن مع الطرابلسي وطلب أن تساهم شركته العقارية بمبلغ لفائدة صندوق التضامن لا يقل عن مليار رافضا التقليص في المبلغ أو مقترحا آخر ببناء مجموعة من المساكن على نفقة السيد دمق لفائدة ضعاف الحال. ويضيف الباعث العقاري أن عديد الأشخاص والمسؤولين اتصلوا به لترهيبه ودعوته الى قبول الشراكة بل إن الأمر بلغ إلى حدّ تهديد ابنه المراهق بالقتل. السيد فتحي دمق قال أيضا انه بعد هدم الطابقين الخامس والسادس أراد اتمام البناية واتصل بالبنك للحصول على قرض بقيمة 1.5 مليون دينار فوجد الموافقة وأمضى العقود وقبل صرف الأموال وصلته مكالمة اعتذار من البنك تفيده بأن تدخلا فوقيا طلب عدم منحه الأموال وهو ما فرض عليه السفر الى فرنسا لتأمين عائلته والانطلاق في العمل من هناك قبل ان يتحول الى المغرب الأقصى ليفتح شركة بعث عقاري بمشاركة مستثمرين تونسيين تبين في ما بعد أن بعضهم مدسوس من بلحسن الطرابلسي. ويضيف دمق أن عديد القضايا العدلية رفعت ضده في تونس وفي الخارج لكنها حفظت أو ربحها لعدم كفاية الأدلة. استئناف العمل وأفادنا الباعث العقاري أن البنك وحرفاءه الذين اشتروا محلات ومكاتب في بنايته وأيضا العمال لم يتقدموا ضده بقضايا وهو يشكرهم على ثقتهم فيه ويعد الجميع بقرب عودته لاتمام المشروع والى دفع دين البنك والشروع في بيع بقية الشقق والمكاتب اضافة الى الانطلاق في مشاريع عقارية أخرى.