عديدة هي المظالم التي تعرض لها مواطنون ابان حكم النظام السابق، والجميع اليوم يطالبون بحقوقهم واقامة العدالة. وفي هذا السياق اتصلت بنا المواطنة مفيدة بنت الصادق عضاضي، التي تشكو من انقطاع راتبها الشهري منذ نحو سبعة أشهر لأسباب مجهولة، وتنشد عبر صفحات «الشروق» استعادة حقوقها خصوصا في ضوء ظروفها الاجتماعية الصعبة، فوالدتها معاقة منذ زمن بعد تعرضها لجلطتين وهي الوحيدة الى جانب شقيقها التي تتولى القيام بكل ما يلزم لاعالة والدتها طريحة الفراش. قصة السيدة مفيدة عمرها سنوات من المعاناة، فهي تشتغل منذ عام 1989 في خطة معلمة تكوين في مجال الصناعات التقليدية وتحديدا في اطار هيكل يقبل الفتيات العاطلات عن العمل والمنقطعات عن الدراسة مبكرا في قرية الطويرف من ولاية الكاف، وهو هيكل تابع للولاية. ورغم قضاء هذه المدة الطويلة في ممارسة هذه المهنة فإن السيدة مفيدة لم تحظ حتى الآن بالترسيم، وقد سلمت «الشروق» عدة وثائق تثبت وضعيتها الاجتماعية الصعبة ومراسلاتها المتكررة الى السلط الجهوية لتسوية وضعيتها. مفيدة تقول ان الأمور سارت رغم كل شيء بشكل طبيعي الى حدود أفريل 2010 حيث كانت تتقاض مرتبا شهريا يقدر بحوالي 300 دينار، لكن مع قدوم الوالي الجديد في ماي 2010 الى هذه الساعة أجرها وقد اتصلت بالوالي عدة معطيات، ولم تتقاض مفيدة منذ جوان 2010 تغيرت عدة مرات سواء بالمكتوب أو عبر الهاتف لكنه لم يصغ اليها بل انه أنكر أنها تشتغل لدى الاتحاد النسائي التابع للولاية ورفض مقابلتها ولو لمدة عشر دقائق. واتصلت مفيدة بعد ذلك بالمعتمد ولكن دون جدوى، بل انها ذهبت الى حد مراسلة الرئيس المخلوع وعرضت عليه مشكلتها، وقد وافتنا بنص المراسلة، وأعلموها في الرئاسة بأن القضية سيتم حلها في القريب العاجل وطلبوا منها الاتصال بالولاية ففعلت مرارا ولكن دون جدوى. وتطالب مفيدة اليوم بتسديد جراياتها ابتداء من جوان 2010 الى جانفي 2011 وتطالب بترسيمها (بعد حوالي 22 سنة من العمل) مع العلم أنها تحمل بطاقة مهنية معترفا بها من الصناعات التقليدية وتطالب أيضا بادماج الاعتمادات المبرمجة لدى الصناعات التقليدية الى عدة مناطق مثل الطويرف وقلعة سنان والتي تقدر بنحو 60 مليونا وتدعو اللجنة المكونة الى التحقيق في ذلك.