لقد كان شعبنا في العقدين الأخيرين ضحية لاضطهاد وقهر وعسف غير محدود بفعل الاختيارات العامة التي اتبعتها الدكتاتورية، وقد كان نصيب مناضلي المجتمع المدني والسياسي الكثير من القمع والتدجين والحصار، وكان نصيب منظمتنا: الاتحاد العام لطلبة تونس ومناضليها، المحاكمات والزج في السجون والطرد من الدراسة والحرمان من العمل والإقصاء من المناظرات التي ظلت تحتكم لسياسة الفرز الأمني والسياسي الذي حرم أعدادا كبيرة منّا من التمتع بأبسط حقوق المواطنة وخاصة الحق في العمل، فضلا عن الحقوق الأساسية الأخرى. إننا، وانخراطا منّا في هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي خطّها شعبنا بدماء شهدائه الأبطال، وإيمانا منّا بأن الحقوق الأساسية للمواطنة لا تسقط بالتقادم، وحرصا منّا على ضرورة تمتع جميع من طالتهم محاكمات الرأي باسترداد حقوقهم كاملة وفي مقدمتها جبر الضرر المعنوي والمادي الذي لن يتحقق إلا برفع المظلمة عنا وتمكيننا من الشغل وفقا لمؤهلاتنا العلمية التي ضحت عائلاتنا وشعبنا بالغالي والنفيس من أجل الحصول عليها. إننا، ومن أجل تفعيل ملفنا وطرحه أمام السلط الادارية والمجتمع المدني، نعلن عن تشكيل: «لجنة قدماء مساجين الاتحاد العام لطلبة تونس المحرومين من حق العمل» وهي تتكون من كوادر وأعضاء سابقين بهذه المنظمة العتيدة، تعرضوا لمحاكمات رأي، لم يتمكنوا إلى حدّ الآن من العمل بفعل الفرز الأمني والسياسي الذي تمثل في عديد الحالات من خلال الاسقاط المتكرر من مناظرة «الكاباس» والحرمان من الحصول على الوثائق المدنية (بطاقة عدد 3، جواز سفر..). وفي هذا الاطار نتوجه إلى كل رفاقنا الذين لازالوا مقصيين ومحرومين من حقهم في العمل كي يلتحقوا بهذه اللجنة التي نفوضها كي تمثلنا أمام الرأي العام والسلط العمومية. إننا نهيب بجميع القوى الحيّة وفعاليات المجتمع المدني والسياسي من نقابات وجمعيات ومنظمات وأحزاب، التي ساندتنا سابقا في كل المحن التي تعرضنا لها، ونهيب بها كي تشد أزرنا دفاعا عن الحق في المواطنة وفي الكرامة والعزة. ٭ لجنة قدماء مساجين الاتحاد العام لطلبة تونس المحرومين من حق العمل