فجّر مجهولون أمس أنبوبا يضخ الغاز الطبيعي من مصر الى الكيان الصهيوني في مدينة «العريش» المصرية فيما حشدت اسرائيل عشرات الدبابات والآليات العسكرية قرب الشريط الحدودي مع مصر تحسبا لاحتلاله وتكوين شريط عازل بين سيناء وقطاع غزة المحاصر. كما أرسلت الولاياتالمتحدة سفنا حربية قبالة البحر الاحمر في خطوة اعتبرها المحللون نذر تدخل عسكري أمريكي في مصر. وأعلن المسؤولون الامريكيون أن وزارة الدفاع «البنتاغون» حركت عددا من قطعها العسكرية الحربية قبالة السواحل المصرية لضمان إجلاء الرعايا الامريكيين من مصر. ونقلت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» عن المسؤولين إشارتهم الى أن سفينة «كير سارج» الهجومية البرمائية وعلى متنها 800 عنصر من وحدة الاستطلاع السادسة والعشرين في مشاة البحرية (المارينز) وسفينة «بونس» وصلت الى البحر الاحمر. وشدد المسؤولون على أن احتمال التدخل العسكري في مصر مستبعد تماما زاعمين أن التحرك العسكري راجع الى أسباب «إنسانية إغاثية». 40 «مروحية» وطائرة نفاثة وأضافوا أنه علاوة على قوات «المارينز» فإن سفينة «كير سارج» تضم 40 مروحية وطائرة نفاثة من طراز «هارير». وأثارت هذه الخطوات الامريكية قلق المراقبين للشأن المصري حيث أن العمليات الاغاثية لا تستوجب هذا الكم الهائل من العتاد القتالي. ورجّحوا، في المقابل، تفضيل واشنطن لاتخاذ خطوات عسكرية في مصر، لاسيما وأن المبادئ والقيم التي قامت عليها الهبة الشعبية تضرب في الصميم المصالح الامريكية والصهيونية على حد السواء. وأفاد البيت الابيض في ذات السياق بأن الولاياتالمتحدة تتوقع من الحكومة المصرية المقبلة احترام معاهدة السلام مع «اسرائيل» بغض النظر عمن يتولى السلطة في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس إن معاهدة كامب ديفيد 1979 ليست مع رئيس بعينه وإنما مع مصر حكومة وبلدا وشعبا، وفق زعمه. تفجير الأنبوب وأوقفت السلطات المصرية ضخ الغاز بعد تفجير مسلحين لانبوب يربط بين مصر والكيان الصهيوني ونشوب حريق هائل على مشارف مدينة العريش وأوضحت أن المهاجمين فجروا المحطة والانبوب في منطقة «الشيخ زويد» بسيناء على بعد نحو 10 كيلومترات من قطاع غزة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني مصري أن «العناصر الاجنبية» استهدفت أيضا فرعا للخط يزوّد الاردن بالغاز الطبيعي. وأضاف أنه بمجرد مهاجمة خط الغاز توقف التدفق بشكل تام وكامل. وعقب التفجير عقد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو اجتماعا صباح أمس شارك فيه وزير البنية التحتية عوزي لانداو ومسؤولون في جهاز الامن. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو إن اسرائيل استعدت مسبقا لاوضاع يتوقف فيها إمداد الغاز من مصر مضيفا أن حجم الضرر اللاحق بالبنية التحتية لتزويد الغاز ليس واضحا. ميدانيا، شوهدت عشرات الدبابات الصهيونية متجمعة على مقربة من الشريط الحدودي المسمّى «فيلا ديلفيا». وأكدت الجهات الامنية الصهيونية إقرارها خطة تقضي بتسريع البناء في الجدار العازل بين سيناء وفلسطين المحتلة.