أن يبقى الانسان تحت غشاء التعتيم ويكتشف فجأة أنه كان ميتا وحياته قد سلبت منه، فذلك أعمق أشكال الاغتراب والذي كان الخلفية التراجيدية للفيلم الجديد من النوع القصير لأنور لحوار تحت عنوان «الطياب»، الذي انطلقت مؤخرا شركة «أمليكار فيلم» في تصوير أحداثه بمدينة حمام سوسة تحت إدارة إنتاج خالد البرصاوي ولطفي العيوني كمنتج منفذ ويجسم أحداثه التي حبك حوارها وأخرجها أنور لحوار الممثلون: نعمان حمدة، عبد الحميد قياس، مصطفى القوضاعي ومحمد الأرناؤوط وواكبت «الشروق» فعاليات هذا التصوير. تنطلق أحداث هذا الفيلم من فكرة طريفة بنفس كوميدي ولكن بعمق درامي يصل الحدّ التراجيدي من خلال قصة عامل باحدى الحمامات (نعمان حمدة) قضى حياته يغسل الزبائن من الأحياء ولكن فجأة يجد نفسه مضطرا لغسل ميت بعد استحالة اعتماد عائلة هذا الميت على غسالي تلك المنطقة بسبب مرض أحدهما وانشغال الآخر بأحداث الثورة التونسية مما جعل أفراد تلك العائلة وبعض الجيران يستنجدون ب«طياب» الحمام ليقوم بهذه المهمة بمساعدة غير مباشرة من شقيق الميت الذي بقي يرشد هذا الطياب من وراء الستار بقراءة بعض الأدعية وبتلمس جسم هذا الميت تحصل الصدمة لهذا «الطياب» فيدخل في مفارقة الجسد الميت والجسد الحي وصولا الى المقارنة بين الحياة التي يعيشها والموت الذي ترمز إليه تلك الجثة وبرجوعه الى مهنته بالحمام يفقد معادلة الوجود والفناء ويعجز عن مباشرة عمله في ظل اشكالية من هو الميت ومن هو الحي؟