ادى آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة أمس صلاة الغائب على ارواح الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها مصر خلال الايام الماضية، كما اقاموا قداس بعنوان «الوفاء للشهداء» ، حيث ردد الاقباط الى جانب مسلمين هتافات تؤكد وحدة المصريين فيما اختلف تعاطي المعارضة الرسمية والشعبية مع دعوة الحوار التي وجهتها الحكومة المصرية لإنهاء الاحتجاجات الضخمة المستمرة منذ نحو أسبوعين. وكان المتظاهرون قد بدأوا في التوافد إلى ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرة» أحد الشهداء»، من أجل تنفيذ مطالبهم على رأسها رحيل الرئيس مبارك وحل مجلسي الشعب والشورى وانهاء حالة الطوارئ. الاخوان على الخط وكانت دعوة وجهت لأسر ضحايا تظاهرات الغضب منذ اندلاعها يوم الثلاثاء 25 جانفي المنصرم، على أن تحمل كل أسرة ورقة عليها اسم فقيدها، لأداء صلاة الغائب وقداس على أرواحهم. ودخلت الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها مصر يومها الثالث عشر على التوالي، وأكد المعتصمون في ميدان التحرير على أنهم لن يتركوا أماكنهم قبل تنفيذ مطالبهم وأولها رحيل الرئيس مبارك، رافضين في نفس الوقت التحاور قبل تنفيذ تلك المطالب المتمثلة في حل مجلسي الشعب والشورى، ووضع دستور جديد للبلاد، ومحاكمة كل المتورطين في أعمال العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام. وعلى صعيد متصل وفيما تصر قيادات الشباب الذين نظموا حركة الاحتجاجات على تغييرات جوهرية في النظام المصري وفي مقدمتها تنحي الرئيس حسني مبارك، وافقت بعض القوى علىالحور، وقدمت أخرى شروطا قبل البدء فيه. وبعد أن كانت أحزاب وصفت بالرسمية لم تتضح هوياتها وشخصيات قد بدأت حوارات مع نائب الرئيس المصري عمر سليمان لم تعرف نتائجها ولا تفصيلاتها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها ستدخل في هذه الحوارات، متراجعة عن موقف سابق بهذا الخصوص. وقدمت الجماعة «التي التقي ممثلون عنها مع سليمان صباح أمس» تأكيدات بأن قائمة مطالبها التي تتضمن تنحي الرئيس مبارك لم تتغير. وأكد محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة أن قرار التحاور مع الحكومة جاء بعد استجابتها لعدة شروط. وأوضح قائلا «لقد اشترطنا وقف العدوان على الشعب المصري الكريم فأوقفوه، كما اشترطنا محاكمة ومعاقبة كل من تسبب في الأذى للشعب المصري طوال ال30 عاما وبدؤوا في الاستجابة لذلك». وعما إذا كانت الجماعة قد تراجعت عن مطلبها بتنحي الرئيس حسني مبارك، قال عزت «لم نتخل عن هذا المطلب، وما زلنا نطالب بتنحيه». لكن وكالة رويترز نقلت عن القيادي في الجماعة محمد مرسي أنه «لا يوجد إلى الآن اتفاق بين أحزاب المعارضة المختلفة على سيناريو واحد». قيادة الشباب وكان التلفزيون الحكومي قد قال إن سليمان بدأ أمس الأول اجتماعات مع شخصيات مستقلة ومن المعارضة لبحث الخيارات التي تركز على «كيفية ضمان إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في ظل التقيد بالدستور». ولم يذكر التلفزيون أسماء تلك الجماعات. وفي تلك الأثناء, تحدث صحفيون عن تشكيل قيادة موحدة تمثل الشبان الذين قادوا ما بات يوصف ب»ثورة ال25 من جانفي». وأوضح الصحفي توفيق غانم أن المتظاهرين شكلوا لجنة من عشرة أعضاء تمثل قوى شبابية وسياسية مختلفة، تدعمها لجنة من 20 شخصية من كتاب ومفكرين وسياسيين ونشطاء مجتمع مدني، من ضمنهم المستشار طارق البشري نائب رئيس مجلس الدولة السابق والناصري حمدين صباحي، والإخواني محمد البلتاجي. ولم يتضح بعد ما إن كانت هذه القيادة ستتولى الحوار مع نائب الرئيس، غير أن الإصرار على التعديلات الجوهرية في بنية النظام المصري تقلل كثيرا من احتمالات مثل هذا الحوار.