من غير المستبعد أن تكون مداخيل المهرجانات الصيفية بولاية صفاقس فاقت 218 ألف دينار حققتها أكثر من 1820 سهرة فنية انتظمت خلال الصائفة الفارطة وواكبها ما يفوق ال413 ألف متفرج. فالأرقام المذكورة تمّ تحقيقها في السنة الفارطة 2003 ومن أجلها كان المندوب الجهوي للثقافة بصفاقس السيد وجدي القراطي قد عقد ندوة صحفية قبيل المهرجانات الصيفية للسنة الحالية ليستعرض التطور الحاصل في الحياة الثقافية بالجهة مبرزا أن ولاية صفاقس احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد العروض وعدد التذاكر المقتطعة وعدد الجماهير المواكبة للتظاهرات. ولئن لم يكشف بعد السيد وجدي القراطي عن حصاد صائفة 2004، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن هذه الأرقام تطورت بعد أن سجلت أغلب المهرجانات نجاحا هاما وهو ما لاحظناه مع مهرجان صفاقس الدولي ومهرجان قرمدة ومهرجان عروس البحر بقرقنة وغيرها من المهرجانات التي فاقت ال17 تظاهرة. نجاح مهرجانات ولاية صفاقس ولئن جاء ليكشف مرة أخرى عن عمق في التوجهات ونجاعة في التسيير تحسب للمندوبية الجهوية للثقافة، فإن هذا النجاح لا يحجب عنا بعض المآخذ التي بالامكان تجاوزها. فالتنسيق في مواعيد المهرجانات واللقاءات والمواعيد الثقافية والذي أشرنا إليه في عدد سابق بات أمرا ضروريا تفرضه كثرة التظاهرات، ثم ان التفكير في مقر ثقافي يجمع الجمعيات الثقافية وحتى غير الثقافية بات أمرا ملحا في عاصمة الجنوب التي تضم أكثر من 750 جمعية أغلبها لا يمتلك سقفا يجتمع تحته الأعضاء. ومن المواضيع الملحة كذلك موضوع التقليل في عدد المهرجانات بضم بعضها الى الآخر، فما الفرق مثلا بين مهرجان قرمدة والشيحية؟ فهذه المهرجانات وغيرها الكثير تتشابه في المضامين وتتقارب في زمانها ومكانها وهو ما يقلل من عدد الجماهير ويشتت الجهود مما يتطلب إعادة هيكلة بعض المهرجانات والأخذ بعين الاعتبار توزعها الزماني والمكاني. ومقابل التقليل من بعض المهرجانات، يجدر تطوير مهرجانات أخرى ولعل أبرز مثال في ذلك مهرجان عروس البحر بقرقنة وهو المهرجان الصيفي الوحيد بالجزيرة والذي بإمكانه أن يدعم الحركة السياحية بالأرخبيل لو تم تحويل هذا المهرجان الى تظاهرة سياحية تنموية من خلال برمجة فقرات تتجه مثلا الى التخصص في الفنون المتوسطية أو فنون الجزر وغيرها من الفقرات الطريفة التي تجلب السائح في فترة الصيف في جزيرة حالمة يؤمها أكثر من 170 ألف مصطاف في الشهر الواحد.