526 عرضا ثقافيا مبرمجا لهذه الصائفة بولاية صفاقس، دعمها المالي من وزارة الاشراف فاق ال211 ألف دينار موزعة بين 19 مهرجانا و11 «أياما ثقافية» من أبرزها مهرجان صفاقس الدولي و«ملتقى العازف الصغير» ومهرجان الفنون التشكيلية بالمحرس ومهرجان المدينة بالجهة. مهرجانات هذه الصائفة تتزامن مع مائوية الراحل محمد الجموسي والسنة الدولية للشباب والسنة الوطنية للسينما وهي أحداث وطنية ودولية أولتها وزارة الاشراف عناية خاصة تجلت في هذا الثراء الذي ستعيش صفاقس على وقعه خلال هذه الصائفة . هذا ما أكده المندوب الجهوي للثقافة السيد طارق بوجلبان خلال الندوة الصحفية التي انتظمت أول أمس بمركب الجموسي وحضرها أغلب مديري المهرجانات بالجهة مع عدد هام من الاعلاميين أجمعوا على ثراء البرمجة وتنوعها واستجابتها للتطلعات . نقطة قوة الفقرات الثقافية الصيفية بصفاقس ليس عددها الضخم فقط، بل اهتمام أغلبها بالخصوصية المحلية، وهو ما يتجلى مثلا مع مهرجان الفروسية بعقارب الذي اهتم منذ نشأته منذ 50 عاما بالفروسية ويستقبل في هذه الدورة ولأول مرة فرسانا من الجماهيرية العربية الليبية . ومع الفروسية الليبية، سعت المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس بالتعاون مع الجمعيات الى التفتح على فنون عالمية سواء في اطار التبادل الثقافي أو استقطاب مجموعات موسيقية وفنية من عديد دول العالم تأكيدا على أن تونس بلد التفتح والحوار الثقافي وهو ما نلمسه بوضوح مع مهرجان صفاقس الدولي أو ملتقى العازف الصغير أو مهرجان الفنون التشكيلية بالمحرس. من نقاط قوة هذه البرمجة الصيفية كذلك والتي توقف عندها الاعلاميون، توزع التظاهرات على عديد المناطق الداخلية بالولاية، فالنشاط لم يعد يقتصر على المعتمديات بل دخل الى المناطق السكنية الصغيرة تجسيما لحرص وزارة الثقافة على توجهات رئيس الدولة زين العابدين بن علي في الغرض حسب تأكيدات السيد طارق بوجلبان المندوب الجهوي للثقافة بالجهة والذي نجح في اقناع الاعلاميين ببرمجة مندوبيته التي تضم وجوها ثقافية وادارية بارزة باتت بحكم خبرتها على يقين بما «يطلبه الجمهور». نقاط قوة صائفة صفاقس ثقافيا لا تحجب الرؤية على بعض السلبيات التي يتوقف عندها كل متصفح للملف الصحفي الذي تم توزيعه خلال الندوة، فمهرجان عروس البحر قرقنة مثلا يحتاج الى دعم مادي ومعنوي كبير لعدة أسباب منها خصوصية الجهة المعزولة تقريبا ثم اتساع رقعتها الجغرافية، والأهم توقها لأن تتحول الى منتجع سياحي عالمي بارادة صادقة من السلط المحلية والوطنية والجهوية، لكن مع ذلك مازال مهرجانها الذي يحتفل بالذكرى 25 لتأسيسه يراوح بين برمجة ضعيفة لا ترتقي الى التطلعات وخاصة خصوصيات الجهة ومخزونها الطبيعي والثقافي الثري . في كلمة، نجحت الجهات المسؤولة بصفاقس في صنع طبق ثقافي متنوع، وأكيد أن المقبل من السنوات سيجعل المندوبية تعيد النظر في هذه السلبيات قصد تجاوزها في جهة كانت لها الريادة الثقافية وتعيش في هذه الفترة على وقع الاستفاقة بشكل جدي ومدروس .