ناقش القائد الليبي معمر القذافي في لقاءين منفصلين مع نشطاء حقوقيين ليبيين وفعاليات أخرى الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ليبيا وحذّر مما سماها مشاكل قد تتعرّض لها البلاد بسبب ما يحدث في الدولتين الجارتين تونس ومصر. ووفقا لمصادر ليبية مطّلعة فإن القذافي أشار في هذين اللقاءين الى امكانية اجراء تعديلات على نظام السلطة الشعبية ونظام ادارة الدولة والحكم المحلّي... وقال الناشط الحقوقي عبد السلام المسماري في لقاء مع مراسل موقع «الجزيرة نت» في ليبيا إن القذافي التقى الاحد الماضي نشطاء في مجال حقوق الانسان، ناقش خلاله معهم، عددا من المسائل المتّصلة بالشأن الحقوقي العام وكيفية إيجاد تشريعات قانونية ومرجعية تضمن احترام الشرعية القانونية. وأكّد النشطاء عبد الحفيظ غوقة وعبد السلام المسماري وخالد السائح والمهدي كشبور أنهم نقلوا الى القذافي الصورة الحقيقية للواقع الليبي في مختلف المجالات الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأشاروا الى أن القذافي استمع باهتمام بالغ الى النشطاء وهم يتحدّثون عن الفساد المستشري في البلاد وانتشار الفقر والبطالة وفوضى القرارات وعدم اتاحة الفرصة للدماء الشابة في تولّي المناصب القيادية التي ظلّت محتكرة ومتداولة بين مجموعة محدودة من الأمناء. كما تحدّث النشطاء عن أزمة نقابة محاميي بنغازي وما سمّوه دور أمين شؤون النقابات في مؤتمر الشعب العام (البرلمان) محمد جبريل في تعقيد اجراءات تسليم واستلام النقابة بعد انتهاء فترة النقابة الحالية. ويذكر أن ليبيا شهدت خلال الاشهر الماضية أزمة كبيرة بين المحامين وشؤون النقابات في البرلمان بسبب انكار الاخير الشرعية القانونية بلغت حد اصدار قرار من البرلمان يقضي باستمرار النقابة المعنية من الدولة باستخدام «الشرعية الثورية». وذكرت ذات المصادر أن القذافي تطرّق خلال لقائه النشطاء الى تجربة سلطة الشعب وقال إنها تعرّضت الى «خلل» في التطبيق. كما دعا القذافي خلال لقاء آخر مع فعاليات مدينة «درنة» الواقعة شرق ليبيا الى ضرورة الحفاظ على اللحمة الوطنية الليبية... وقال لسكان المدينة إن ليبيا عرضة لاطماع بعض الاطراف لذا يجب أن نحميها خاصة على حدودها الشرقية والغربية مؤكدا احتمال تعرّضها الى مشاكل بسبب ما يجتاح تونس ومصر المجاورتين. وأبلغ الزعيم الليبي شباب المدينة أن جميع مشاكلهم بسيطة وأن الدولة الليبية بصدد معالجتها. ووفق المصادر ذاتها فقد اعتبر القذافي أن ظاهرة انتشار المظاهرات الشبابية في مصر وتونس جاءت ردا على الفقر وسوء الاحوال المعيشية. كما دعا المتظاهرين في تونس ومصر الى مطالبة دولهما بقطع علاقاتهما باسرائيل وعدم التعاون معها في أي مجال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني. وخلال لقاءاته مع اعلاميين وصحفيين دافع القذافي عن مبارك وقال إنه فقير ولا يملك ثمن ملابسه. وأضاف «نحن نقدم له الدعم»... كما دافع القذافي عن الرئيس التونسي المخلوع وقال ان التوانسة يكرهونه لأن زوجته «طرابلسية» معتبرا أن عملاء الموساد هم وراء ما يجري في مصر، وفق ما نقلته صحيفة «ليبيا اليوم». وذكرت الصحيفة ذاتها أن القذافي حذّر النشطاء والاعلاميين الذين التقاهم على مدى ثلاثة أيام من أن قبائلهم ستتحمل المسؤولية في حال قاموا بعمل يخل بالأمن ويسبب الفوضى مما أثار أجواء من الاحباط لدى الحاضرين الذين كانوا يتوقّعون في المقابل أن يعدهم باجراء اصلاحات سياسية واقتصادية مهمّة.