منذ أكثر من ثلاث أسابيع تتواصل الاعتصامات التي يقوم بها الشباب أبناء الحوض المنجمي العاطلين عن العمل من ذوي الشهائد العليا أمام مقرات إدارة شركتي فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي...طالبين التشغيل والحماية الإجتماعية والكرامة الإنسانية...باعتبار ما يربطها من جذور واصل وتاريخ بربوع المنطقة. وبالرغم من حلقات الحوار...والتشاور والبحث عن الحلول الملائمة في هذا الشأن التي انتظمت بين الحكومة المؤقته....في شخص وزيري التنمية الجهوية والمحلية والصناعة من جهة...وممثلين عن المعتصمين بمعية نواب من النقابات المختصة من جهة أخرى...فان النتيجة كانت سلبية ولم تفض إلى حل يرضي الجميع. ومعلوم انه ومنذ المدة المشار إليها ومنشات إنتاج ونقل الفسفاط معطلة من طرف الشبان العاطلين الذين نصبوا خياما على مستوى السكك الحديدية واعتصموا داخل وحدات العمل لمنع الإنتاج ونقل المنتوج...الشيء الذي كبد ولا يزال يكبد الشركة خسارة كبيرة في التصدير والمحافظة على الالتزامات والاتفاقيات الخاصة بعمليات الترويج مما جعل المتعهدون يهددون بفك الاتفاقيات والاتجاه إلى مصدرين آخرين. ولقراء الشروق تحدث السيد نجيب مرابط المدير العام المساعد للشركة المذكورة قائلا: أن ما طرحه المفاوضون نواب المعتصمين من طلبات تعتبر تعجيزية وقد يضر بمستقبل الشركة وعرقلة احد مقومات مسيرة الاقتصاد الوطني حيث يلحون على قبول عدد يقارب 17 ألف عامل...وهوعدد يمثل 3 أضعاف العمال والإطارات الحاليين للشركة... ويقول السيد مرابط لقد افترضنا توفير 2000 موطن شغل على امتداد مدة قصيرة نتفق عليها...في انتظار المزيد في مدة لاحقة وهوما رفضه المفاوضون. ويؤكد السيد عيساوي نيابة عن المعتصمين رفضه للمقترح المشار إليه (توفير 2000 موطن شغل مبدئيا ) معللا ذلك بايجابية ميزانية الشركة التي تفضل سنويا المليارات من الدنانير...إضافة إلى ضرورة إيقاف عدة مسالك تنزف فيها أموال الشركة باطلا وخاصة منها ما كان يقدم لصندوق 26-26 والساعات الاضافية ومصاريف أخرى لا علاقة لها بالشركة. ولذلك وحسب المتفق عليه مع كامل المعتصمين فلا مجال لأي حل...إلا بقبول تشغيل كل العاطلين حسب خطة ترسم باتفاقية رسمية وقانونية...تنطلق في البداية بتشغيل فرد واحد من كل عائلة. مطالب أخرى إن المستوى العلمي والتكوين الاجتماعي وروح الفتوة الذي عليه هؤلاء العاطلون جعلهم يقترحون عدة حلول مستقبلية تساهم في دعم مسيرة هذه الشركة الممتازة...والمميزة على المستوى الوطني بالمزيد من التنمية..وفك معضلة البطالة وتوفير الرعاية الاجتماعية بالمنطقة ككل ولعمال شركتي الحوض المنجمي بصفة خاصة. هذه الاقتراحات تتعلق بتخصيص نسبة من مرابيح الشركة لفائدة الجهة...والتخطيط لبعث مشاريع تنموية فلاحية...صغرى وكبرى وأخرى تتعلق بالبيئة والمحيط والبنية الأساسية ومقاومة التلوث، تعود بالمصلحة العامة وتفض عديد المشاكل. خسارة السكك الحديدية في هذا المجال أكد أيضا مسؤول بالسكك الحديدية إن شركة «الشيمينو» قد تضررت هي أيضا بعد توقف حركة نقل الفسفاط بالقطار من جراء الحصار... وقد سجلت خسارتها يوميا بأكثر من 130 ألف دينار التي كانت تستفاد بها شركة النقل الحديدي بعد النقل اليومي ل 22.400 طن من الفسفاط. وبين هذا وذاك لازال الجدل...والحوار والكل متمسك بشدة بموقفه ومتشبث برأيه...ولكل من الجهتين نظرة...ورأي...وموقف. تبقى الحاجة الإنسانية لهؤلاء الفتيان لابد من مراعاتها وأيضا ضرورة المحافظة على رابع مؤسسة اقتصادية في البلاد وصيانتها... والأكيد أن الموقف يتطلب الحل السريع.