باعتباري قارئا لجريدتكم الغراء والتي ما انفكت تعمل على إنارة الرأي العام بتونس وخارجها حول ما يشغل الشعب التونسي بمختلف فئاته وخاصة المثقفة منه بما تثيره من علامات متعددة ومتنوعة في مواضيع مختلفة ثقافية كانت أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أي وبصفة اجمالية تتمحور جميعها حول مفاهيم انسانية. وكغيرها من وسائل الاعلام السمعية والبصرية والمكتوبة فقد تدعم نفسها التحرري على إثر ثورة المرحوم محمد البوعزيزي التي لا زالت دماؤها مصابيحا تنير دجى الظلام وتنشر تباشير الكرامة والحرية. قرأت بتاريخ 12/02/2011 الحديث الذي أدلى به الأستاذ علي بن حديد لجريدتكم وما تعرض فيه من أخبار وتحاليل في ما عقب الثورة المباركة وما حام حول الرئيس المخلوع من ضغوط ومظالم وفواجع مورست على محدثكم الأستاذ علي بن حديد والنصائح التي أسداها للثورة وما يجب على مفكري بلادنا من حرص لحماية الثورة والمحافظة عليها. إنني وبصفتي مساعدا للقضاء «عدل منفذ» أتوجه من خلالكم إلى الأستاذ علي بن حديد لأسأله أين كنتم قبل الثورة بخمسة أشهر مع علمي وتأكدي بأنه كان بين ظهراني أبناء تونس العزيزة المكبوتين والمحرومين والمهمشين والكاظمين لغيضهم خوفا من جبروت سيوف الباطل وحماته من مختلف السلط والتي كان على كل من يدعي الحرية والتمسك بالقلم على مختلف الجبهات وفي كل الميادين أن يصدع بموقفه إلا أننا في ذلك الوقت اللئيم الكابت للحرية لم نسمع بصوت الأستاذ علي بن حديد والذي له باع في الدفاع عن الحرية حسبما جاء في حديثه إليكم وله مهارة لا يستهان بها في تنظيم حملات الانتخابات في بعض بلدان المغرب العربي لفائدة من لا يزالون يتربعون على رقاب شعوبهم!. إنني وبصفتي المذكورة أعلاه وحتى لا يكون حلم الأستاذ علي بن حديد مزعجا ومخيفا وباعتباره تونسيا جزائريا فإنني أبشره بأن ثورة تونس بين أياد أمينة وتحرسها قوى مؤمنة بمبادئها عاملة على صيانتها مضحية بالنفس والنفيس من أجل مقاومة الظلم والحيف والتسلط والجبروت والتعدي على حقوق جميع فئات المجتمع التونسي التي احتضنت الثورة بأنفس طالما اشتاقت إلى الحرية فاكتسبتها بدماء أبنائها الزكية صيانة لمكانة تونس ورفعتها وشموخها بين الأمم. إنني وبصفتي المذكورة أعلاه لست بمفكر ولا منظر سياسيا بل إنني مجرد مساعد قضاء وشاهد على حقيقة مرة تعرضت لها من جراء تعالي واستنصار السيد علي بن حديد بوجه قضائي للاستعلاء على وسائل التنفيذ... بل إنه لم يكتف بذلك وخولت له نفسه «التحررية» من هضم جانبي ماديا وأدبيا. إن هذا الزمان ولعله آخر زمان غريب جدا فلم يكتف البشر فيه بتغيير الملابس والوجوه والشعارات والركوب على الأحداث وإطلاق الشعارات والنداءات بل لعلهم أصبحوا يراهنون على التخوف من مآل ثورات الشعوب وركوب نضالاتها ولهم لا يسعني إلا أن أقول : صبرا صبرا أهل الخوف والهوى فلا يخيف الخوف والجبن إلا البخلاء زاهيا متحررا سار شعبي نحو العلاء فلن يبقى جائر في أرض تونس الخضراء إمضاء علي الهرابي