لا يزال موضوع كارثة الحراقة يتصدر اهتمام الشارع في جزيرة جربة ومدينة جرجيس وقابس الحادث خلف كثيرا من الأسى واللوعة لأهالي الضحايا من موتى ومفقودين وأجج مشاعر الغضب والاستياء التي تفاقمت خاصة بعد البيان الصادر عن وزارة الدفاع الوطني وتصريحات البحرية التونسية التي اعتبروها منافية للواقع ولا أساس لها من الصحة ولا تطابق رواية ما يزيد على 90 ناجيا من أحداث هذه الكارثة التي راح ضحيتها 30 شابا وشغلت الرأي العام في تونس وأدت إلى حدوث احتجاجات عارمة شملت عدة مناطق بالجنوب الشرقي كان آخرها في منطقة سدويكش بجزيرة جربة التي فقدت 6 ضحايا من أبنائها اثنان منهم لا يزالان مجهولي المصير وقد شارك في هذه المسيرة عدد هام من شباب المنطقة وأهالي الضحايا وعدد من الناجين بالإضافة إلى أساتذة ومحامين وأعضاء من لجان حماية الثورة بجربة وقد رفعوا جميعا شعارات تندد بهذه الكارثة وتطالب بكشف الحقيقة كما رفعت صور للموتى والمفقودين وعبارات تدين سفينة الحرية 302 المتهمة بإغراق الحراقة بالإضافة إلى شتم بعض وسائل الاعلام لطريقة تعاملها مع هذه القضية. وفي مداخلته أمام المحتجين حمل السيد الحبيب الكرشاوي الحكومة الحالية مسؤولية هذه الكارثة بسبب التهميش الذي يعاني منه شباب المنطقة ودعاها إلى فتح تحقيق عاجل بكل شفافية لكشف الحقائق وقد أدان السيد فتحي الدغاري في مداخلته رواية البحرية التونسية واعتبرها زائفة وسابقة لأوانها إذ لم يقع التحقيق في القضية بعد ولم يستمع لشهادة أي ناج من هذه الحادثة أما الأستاذ مهدي بن حمودة فقد وعد أهالي الضحايا بتشكيل لجنة قانونية لدراسة القضية وتتبعها عدليا من طرف مجموعة من المحامين المتطوعين باعتباره الطريق الأنسب لاسترداد الحقوق في ظل سياسة الاستهتار واللامبالاة التي تمارسها الحكومة في هذه القضية. وقد أكد أولياء المفقودين على ضرورة البحث الفوري على أبنائهم مطالبين السلطات الأمنية أو العسكرية إرسال فرق مختصة لانتشال بقية الضحايا واستخراج المركب الذي غرق بأكمله. أحمد بن تازيري ويبلغ من العمر 27 سنة ووليد بن مقر 28 سنة هما أبناء المنطقة المفقودان في هذه الكارثة عبر أهاليهم عن استيائهم لعدم محاولات البحث من طرف الأجهزة المختصة وضعية قد تبدو إلى اليأس أقرب من الأمل بعد ما يزيد على 12 يوما على فقدانهما.