لم يكن سابقا من السهل على متفقدي التعليم الابتدائي الحديث وانتقاد الادارة والوزارة بفعل تداخل الكثير من الأسباب والعوامل أهمها أن هذا السلك ظل دائما محسوبا على الادارة وسيفا مسلطا على المعلمين الوضع تغير الآن فقد تم الاعلان عن حل نقابة متفقدي التعليم الأساسي وتشكيل لجنة تضم وجوها نقابية شابة لا ينكر أحد مسارها النضالي. «الشروق» تحاور نور الدين شمنقي المنسق العام للجنة الوطنية لمتفقدي المدارس الابتدائية. تم تعيينك منسقا لمتفقدي التعليم الابتدائي الآن: الأسباب والخلفيات بداية لم يقع تعييني يا صديقي بل هي ارادة المتفقدين الذين حضروا اجتماعا عاما يوم الاحد 06 فيفري 2011 بدار الاتحاد العام التونسي للشغل كان مسبوقا باجتماع سابق يوم 21 جانفي 2011 وأقر حزمة من المواقف اذ عبر الحاضرون باجماع عن استيائهم مع أداء النقابة الوطنية بالاضافة الى عوائق ومشاكل أخرى في توليفة تركيبتها حيث نجد 04 أعضاء يعملون ويقيمون خارج العاصمة وعضوا آخر مقيما بفرنسا الى ذلك هناك عضوان ينتميان الى التجمع الدستوري الديمقراطي علما أن الكاتب العام كان قد قدم استقالته كتابيا منذ ما يزيد عن 09 أشهر. كل ذلك أعاق عمل المكتب فلم يكن قريبا من مشاكل المتفقدين ولا ملما بملفاتهم المتراكمة منذ سنين. فقرر الاخوة الحاضرون من عموم الجهات خلال الاجتماع تشكيل لجنة مؤقتة بعد مشاورات ونقاشات جادة وبناءة تتركب من وجوه معروفة بالنشاط النقابي والمواكبة الدائمة لمشاغل المتفقدين ومن مختلف الطيف النقابي (الرعيل الأول لقطاع التفقد، المرأة، المتربصون... إلخ). ما هي الأولويات المطروحة على اللجنة؟ أولى المهام المطروحة على اللجنة هي متابعة قضايا الاخوة المتفقدين والنظر في الملفات العالقة والطارئة ومن أوكد ذلك أساسا: ارجاع الاخوة المعزولين الى سالف رتبتهم ورد الاعتبار لهم ماديا وأدبيا. اعادة النظر في كل الطرق والآليات المعتمدة في اثبات الاخوة المتربصين والارتقاءات المهنية لبقية المتفقدين مع الجهات المعنية وخاصة التفقدية العامة لبيداغوجيا التربية، التي تعتمد في ذلك وغيرها مذكرات مسقطة وتتنافى وروح النصوص القانونية للوظيفة العمومية وعبرنا عن استيائنا كإطار تفقد عن ذلك منذ أكثر من سنة بمراسلة الوزير السابق أو أثناء اللقاءات الاقليمية التي نظمتها التفقدية العامة وأرادت من خلالها التسويق لمشاريعها التصفوية في حق المتفقدين. كذلك فإن اللجنة ستعمل على تفعيل مسار التوحيد مع الاخوة في قطاع التوجيه المدرسي والجامعي وكذلك الاخوة في قطاع التفقد بالثانوي لصياغة برنامج توحيدي يفرز هوية جديدة لقطاع التفقد والتوجيه وفي اطار رؤية بديلة تسهم في اعادة النظر في هيكلة الاتحاد بما يتماشى والمتغيرات التي انجزتها ثروة شعبنا العظيم بحيث يكون ذا قوة أكبر داخل البيت النقابي بالاتحاد العام اضافة الى قوتنا الاعتبارية والرمزية وكذلك مع الآخر أثناء عملية التفاوض. الى ذلك فإنه ثمة ملفات عالقة راكمتها الاجراءات اللاقانونية والمواقف الخرقاء لوزارة التربية وخاصة التفقدية العامة لبيداغوجيا التربية المعروفة بعدائها للعمل النقابي والتضييق على العناصر النقابية النشيطة باعتماد أساليب التشويه وسياسة فرق تسد والعمل على اعداد ملفات ملفقة ومفبركة لأن القيومين على الشأن البيداغوجي في التفقدية العامة ضاقت صدورهم بالحراك الذي ينجزه المتفقدون والمتفقدات بوعي وجرأة لصياغة تصور تقدمي وعقلاني يحفظ مكانة المتفقد ويضمن هيبته باعتباره صوتا فاعلا في المنظومة. كيف تفاعل قطاعكم مع الثورة الشعبية؟ في ظل غياب تام للهيكل النقابي طوال الفترة الماضية فإن الأخوات والإخوة من المتفقدات والمتفقدين كانوا يتحركون في كل مرة بطريقة عفوية وارادة لحلحة مشاكلنا سواء كانت فردية أو جماعية، وفي مثل هذا الحدث التاريخي واللحظة الفارقة من تاريخ شعبنا العظيم بفضل انطلاقة الثورة الشعبية للقضاء على الفساد ورموز ومؤسسات الافساد فإن المتفقدات والمتفقدين ظلوا منخرطين في الحراك الاجتماعي والسياسي مع شعبنا الى ذلك فقد اجتمعوا أخيرا بدار الاتحاد العام بتونس بشكل ارادي وأصدروا بيانا يوم الجمعة 21 جانفي 2011 أمضاه مجموعة من المتفقدين حيوا فيه الثورة الشعبية ووقفوا اجلالا للشهداء وحاولوا من خلال البيان صياغة مواقفهم والعمل على المحافظة على جذوة الثورة وحماية مكاسبها وبلوروا حزمة من المطالب السياسية والنقابية ونحن نواصل اليوم من خلال اللجنة المؤقتة وبالتنسيق مع الاخوة في نقابات التعليم من أجل صياغة رؤيتنا لمنظومة تربوية بديلة تقطع مع البرامج المسقطة مع أبناء شعبنا والخاضعة لاملاءات المؤسسات المالية العالمية وما سببته من تخريب لمنظومة القيم وكرست الفوارق الطبقية والانبتات والتفسخ الا أن وعي شبابنا المتجذر في أصالته والمنخرط في الحداثة والأخذ بأسباب التقدم والمتشبع بالزخم النضالي الذي راكمته أجيال شعبنا على امتداد تاريخنا المعاصر أسقط كل الاقنعة وفضح هذه السياسات النيوليبرالية البائسة وكسر منظومة الاستبداد والدكتاتورية. اطار التفقد كان الى وقت قريب أداة الادارات المتعاقبة في وزارة التربية لترهيب وترغيب المعلمين كيف ترد على ذلك؟ لا ننكر مثل هذا الزواج الذي كان بحكم العلاقة بين المتفقدين وادارة التعليم الابتدائي ثم لاحقا وان بأقل علنية مع التفقدية العامة للتربية مثلما كانت تسمى ولكن وعي الاخوة المتفقدين وحيويتهم ظلت طوال تاريخهم الطويل تقاوم وتناضل وان بصمت ضد التدجين ولكن سطوة الادارة وسلطتها وسيادة خطاب الاستبداد والكليانية أمام ضعف القطاع وهشاشته حالت دون تحرر المتفقد من هيمنة الادارة وتوظيفها له وقد دفع عديد الاخوة المتفقدين الثمن غاليا نتيجة نزعاتهم التحررية والاستقلالية، أما اليوم وأمام تنامي الوعي وتجذر القيم النضالية في القطاع بفضل التنوع الذي يشهده ودخول عديد المتفقدين والمتفقدات الجدد الذين هم منخرطون بطبعهم في الاتحاد العام التونسي للشغل وكان العديد منهم أحد رموز المشهد النقابي في قطاع المعلمين أضفى ذلك حركية جديدة على القطاع وراكم زخما أكبر لتحركات المتفقدين وتجذير مواقفهم النضالية مما أسهم الى حد كبير في تغيير العلاقة مع اخوتنا في الابتدائي من علاقة محكومة بالرقابة الى أخرى موشومة بالشراكة ومن البوليس الاداري الى المراقف البيداغوجي بل ان هناك لائحة داخلية بين القطاعين تنص على ضرورة فض الخلافات بين الجانبين داخل البيت النقابي بعيدا عن وصاية الادارة وأساليبها وانني على يقين بأن نظرة المعلمين والمعلمات قد تغيرت بنسبة كبيرة من حالة الخوف والعدائية الى أخرى تقوم على الاحترام والبناء بما يفيد التلميذ التونسي ويخدم المدرسة التونسية وسنعمل مع الاخوة في النقابة العامة للتعليم الأساسي على تطوير هذه العلاقة وارساء شراكة حقيقية لصياغة برامج تربوية تستجيب لانتظارات شعبنا وطموحات أبنائه في التقدم والرقي.