تواصلت الاعتصامات في جهة قفصة في مختلف المؤسسات وها نحن اليوم بصدد تغطية الاعتصام السلمي لطلبة المعهد العالي للفنون والحرف بقفصة إثر اتصالهم بمقر جريدتنا وعرضوا علينا الظروف والنقائص والتجاوزات التي يعيشونها داخل الحرم الجامعي مقدمين جملة من المطالب التي تضمن لهم مواصلتهم للدراسة في ظروف ملائمة للنجاح والتقدم باعتبارهم مستقبل البلاد. يعيش طلبة المعهد العالي للفنون والحرف بقفصة التهميش من جميع النواحي ونستهل بالذكر المكان أو الجامعة التي تجاور 3 حانات للخمر والتي تعد قاعاتها كما شبهها الطلبة بمطاعم للوجبات السريعة لصغر حجمها وحشر ما بين 25 و38 طالبا في قاعة واحدة ويقولون للأستاذ درس وللطالب حافظ على الهدوء والتركيز في حين أن المواد التي يدرسها الطالب تستوجب الاتساع في المساحة وسهولة الحركة والضوء الطبيعي والتهوئة الجيدة لما تتسم به المواد المستعملة في الدراسة من روائح من شأنها أن تتسبب في مشاكل صحية والأغرب أن بعض الورشات تطبق في (دهليز) منعدم التهوئة تقريبا ولا ننسى أن نذكر افتقار المؤسسة الى أغلب المعدات والوسائل التي من شأنها تكوين الخبرات الأساسية لدى الطالب في التعامل مع اغلب المواد فاكتفى الطالب اما بقص الأوراق واما بتكليف حداد أو نجار أو أي حرفي كان بالقيام بواجباته بمقابل مادي مجحف في اغلب الأحيان أي أن الطالب يدرس بالاسم فقط الفنون التطبيقية مع العلم أن المعهد استنفد طاقة استيعابه المحدودة فلم تجد الادارة من حل الا في تشتيت الطلب في المعاهد المجاورة حيث أنهم يدرسون حاليا في ثلاثة معاهد مختلفة ومتباعدة اذ أن الطالب يقضي يومه يتنقل من معهد الى أخر ليكمل يومه الدراسي. تعددت التجاوزات واختلفت منها ما قام به المدير على حد قولهم ومنها ما قامت به الادارة نعد منها :عدم الاحترام للقانون الاداري، عدم سماع مطالب الطالب والأساتذة على حد السواء،طلبة لا يحملون بطاقة طالب ولا حق لهم في الكتب والمراجع الا بواسطة شفاعة أستاذ من الأساتذة وذلك الا في وقت التدريس،اغلب الطلبة لم يتحصلوا الى الآن على شهادة كشف الأعداد السنوية الخاصة بالعام الفارط ،التلاعب بالأعداد،تأخير تاريخ اصدار النتائج الى ساعات متأخرة من الليل علما وأنهم طلبة ذكور واناث وأغلبهم يقطنون خارج مدينة قفصة،افتقار المؤسسة الى حرم جامعي يأوي الطلبة من المضايقات والتدخلات الخارجية. فقدموا جملة من المطالب نذكر منها: اقالة المدير من منصبه فورا وتحميله مسؤولية ما آلت اليه المؤسسة من تهميش، توحيد البرنامج التعليمي للمعهد مع جميع المعاهد الأخرى في نفس الاختصاص، انتداب أساتذة مختصين في المواد التي تدرس، ادراج ماجستير البحث العلمي بالمعهد، بعث اتحاد للطلبة منتخب بصفة شرعية وديمقراطية للدفاع عن حقوق الطلبة، التمديد في فترة التربص لطلبة السنة الثالثة، تلبية مطالب الطلبة وتمكينهم من وثائقهم التي لم يتحصلوا عليها فورا، احترام تاريخ الاعلان عن النتائج مع المصداقية، الاحترام المتبادل بين الطلبة والاداريين . هذا ما طلبه هؤلاء الشباب مستقبل تونس وتكاد تكون في اغلبها شرعية وقابلة للتنفيذ والآن وجب ايجاد الحلول العاجلة لان هذا متعلق بمصير أجيال ومستقبل علمي للبلاد سعيا للرقي بها.