عرض نظام العقيد الليبي معمر القذافي أمس رفع الرواتب وعلاوات كبيرة للأسر الليبية في محاولة جديدة منه للبقاء. وأورد التلفزيون الليبي أن كل أسرة ليبية ستحصل على 500 دينار (400 دولار) كي تتمكن من تغطية الزيادة في الأسعار. وأضاف مستعرضا قرارات اتخذتها الحكومة، أن الرواتب في بعض القطاعات العامة سترتفع بنسبة 150%. وكان القذافي قد وعد في الأيام الماضية بتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الليبي عبر جملة إجراءات، منها تسهيلات في القروض وتوفير مزيد من السكن الاجتماعي. وذكرت تقارير أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ومنها رغيف الخبز ارتفعت في الأيام الماضية في ظل الوضع المضطرب الذي عم معظم المدن الليبية، حيث اضطرت محلات تجارية كثيرة الى غلق أبوابها. وفي يوم 11 جانفي الماضي حين كانت الثورة في تونس توشك على إسقاط الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي, أعلنت الحكومة الليبية إعفاء كافة السلع التموينية المنتجة محليا والمستوردة من الخارج، من كافة الرسوم الجمركية ورسوم الخدمات. والسلع التي شملها القرار هي الدقيق والأرز والسميد و«المعكرونة» والزيت النباتي والطماطم والسكر والشاي والخميرة وحليب الأطفال. وقالت الحكومة حينها إن الهدف من الخطوة هو المحافظة على استقرار الأسعار في السوق المحلية في ظل ارتفاع الأسعار عالميا. وكان نظام بن علي قد لجأ إلى إجراءات من هذا القبيل قبل أيام من سقوطه. ومع أن ليبيا تجني سنويا عشرات المليارات من الدولارات من تصدير النفط، الأمر الذي جعل احتياطيها الإستراتيجي من النقد الأجنبي يتجاوز 100 مليار دولار, إلا أن كثيرا من الليبيين يشتكون من تردي أحوالهم المعيشية. وتقول تقديرات إن معدل البطالة ربما يصل إلى 15%، في حين أن الفقر بلغ مستوى كبيرا.