احتضنت عشية يوم السبت الفارط قاعة العروض بدار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت ندوة فكرية سياسية حول رهانات المجتمع المدني بعد 14 جانفي 2011...حيث مزل ضيفا على هامش هذا اللقاء الأستاذ: «حمة الهمامي» الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي. وقد أثار الأستاذ «حمة الهمامي» على هامش هذا اللقاء الذي نظمه فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ببنزرت الى مسألة عفوية الثورة التي اعتبرها مع هذا كانت واعية بعيدا عن هذا الوصف التقليدي وتكفي هنا درجة الوعي للتحركات الشعبية في مختلف المدن التونسية من قصرين وسيدي بوزيد وغيرها... وكذلك عبر عن هذه الدرحة من الوعي تلك الشعارات المرفوعة التي اختزلت مطالب أشارت بدورها لتراكمات معتبرا أن النقص هنا يبقى فقط في غياب قيادة وطنية مركزية تقود الثورة ولعل هذا يعود الى الوضع السياسي السائد ولاسيما لسياسة القمع وتشتت المعارضة وذلك رغم بعض التبريرات الأخرى التي قد تنفي أو تحجب هذه الحقائق مشيرا في ذات الصدد الى محاولة ركوب ان صح الوصف على هذا الطابع من قبل بعض الأطراف على غرار الحكومة ومحاولة توظيف هذا الطابع لبعض الفئات الرجعية...» الثورة التونسية اليوم ومع تأكيده على الأبعاد الأخرى التي ميزت طابع الثورة النونسية من اجتماعية وشعبية لاحظ المحاضر أن الثورة التونسية اليوم تنظم نفسها وهي في سيروة وهناك بشائر لتقدمها منها ما نراه من تنظيمات على مستوى الجهات في شكل لجان أو غيرها وبعض التكتلات الأخرى على غرار جبهة 14 جانفي وبأن المجلس الوطني لحماية الثورة يبقى بدوه العنصر الجديد في هذا المجال لجمعه خاصة عديد القوى رغم بعض المخاوف والاحترازات من قبل الحكومة التي لا تريد أن تعترف به وحصر دوره في نطاق استشاري من خلال مرسوم الرئيس المؤقت وتعامل بشراسة معه من قبل ممقلي الحزبين المعارضين سابقا. بتعلة غياب الشرعية وذلك رغم انتفاء الشرعية هي هذه الحكومة!! وبأن دور القوى المدنية اليوم رغم مآخذ على بعض الأطراف الاتحاد العام التونسي للشغل الذين لا يمكن أن يكون «نقابة القناوي» تبقى الرسالة وحدها مواصلة الثورة وهنا دور هذا المجلس ومسؤوليته نحو تحقيقه بتكاتف جهود المجتمع المدني. أفاق الثورة وعن أبعاد هذه الثورة فهي حسب المتحدث قومية عربية وأممية على اعتبارها توسع الخناق على باقي ثورات وتحركات شعوب العالم ولا سيما العربي منه نحو التحرر وبأن أهم سلاح للثورة الوطنية الهدف الواضح... رغم محاولة حصرها من بعض الأطراف الخارجية والداخلية تحت سقف واحد...