بعد الحوض المنجمي الذي كنا وفي حلقات متعددة نشرنا بعض مشاغل أهاليه الذين تناغموا كثيرا مع كل تلك المقالات وعبروا عن ذلك بصيغ مختلفة سواء بصفة مباشرة أو عبر الهاتف أو من خلال ردودهم المؤكدة لمقترحات المواطنين الذين رفعنا مقترحاتهم على أعمدة «الشروق» وفي انتظار تحولنا الى جهات أخرى ظلت طيلة العهدين السابقين البائدين تعيش الحرمان واللامبالاة وذلك على كل الواجهات نعود للتحدث عن المجمع الكمياوي الذي كنا أشرنا في عدد سابق الى بعض تجاوزاته الخطيرة وكان قد رد على ذلك بمحاولة للمس من أحد الحرفاء لهذا المجمع من جهة وب«المغالطات» من جهة أخرى وأحال أن الملفات التي في حوزتنا ليست من حريف واحد بقدر ما هي من عديد الحرفاء والتي تؤكد كلها مدى حقيقة التجاوزات الخطيرة... هذه الملفات تتضمن العمولات التي يعرف الجميع أنها غير قانونية وتبقى مشبوهة سواء منها للوكلاء الاجانب أو للتونسيين فضلا عن التجاوزات الاخرى التي فرضت على أبناء المؤسسة نفسها من الموظفين وغيرهم طرح السؤال الخطير الذي لا يريد الاجابة عنه أي كان وهو: من أين لك هذا؟ وعادة ما يكون هذا السؤال موجها لبعض «المديرين التجاريين» وخاصة منهم الذين «استثروا» بشكل فاحش جدا على حساب المؤسسة والاقتصاد الوطني ككل وذلك بسبب «الصفقات» المشبوهة التي تحصلت لجنتا مقاومة الفساد والرشوة وتقصي الحقائق بعض الملفات التي تشير الى ذلك قبل تقديمها الى القضاء لاثبات الادانة من عدمها ورفع كل الغشاوة عن ملفات المجمع الكيمياوي الذي كان يتعامل مع شركات أجنبية مشبوهة مقابل رفضها التعامل مع بعض الشركات التونسية وقبولها ذلك مع من يمر عبر شركة «نور» لشقيقة الرئيس الهارب والمخلوع والحال أن القانون واضح ولا يخضع الا للبتة دون محاولة لطمس هذا الحريف أو اعتبار الآخر في القائمة السوداء أو اعتماد المغالطات حتى في الردود وعند التوضيحات باعتبار أن ما ننشره يعتمد الحجج والبراهين والملفات المتراكمة والضخمة التي تبقى في حوزتنا... المطالبة بالمحاسبة وكشف الحقائق وإذا كان اعتصام أبناء الحوض المنجمي طيلة الفترات السابقة بسبب التشغيل الذي تم حرمانهم منه في شركة الفسفاط فإن الكثيرين من هؤلاء المعتصمين طالبوا أيضا بمحاسبة المجمع الكيمياوي الذي اثقل كاهل شركة الفسفاط منذ ضمه إليها دون ان يهتم بجانب التشغيل للمعطلين عن العمل في الحوض المنجمي الا بشكل نسبي جدا... جدا والحال انه صفقاته خيالية ومشبوهة حسب تأكيد الذين تحاورنا معهم أثناء زيارتنا للمدن المنجمية. تساؤلات وردود أفعال..؟!! وبشكل أو بآخر فإن نظام الفساد والاستبداد عمّ فيه التجاوز بشكل مفضوح وبرز ذلك في عديد المؤسسات بشهادة الخبراء والاخصائيين وبالتالي كيف تتجرأ الإدارة العامة للمجمع الكيمياوي على تبرئة مؤسستها من ذلك وتعلن تطهرها من التجاوزات الكثيرة... والكثيرة جدا..؟ وكيف تسمح لنفسها بالتحامل وبشكل يتضمن التجني ورد الفعل الكبير على حرفائها وعلى ما ينشر والحال ان الملفات جلية والتجاوزات واضحة؟ إسراع ولا تسرّع.. قد نضطر لكشف كل الحقائق خاصة ان عديد الحرفاء اتصلوا بنا وسلمونا ملفات التجاوزات ومازالوا مستعدين لدعمها بملفات أخرى والتصريح بذلك للرأي العام ومختلف وسائله وقد نتعمق في التمحيص اكثر ومزيد استشارة رجال القانون الذين منهم من أكد التجاوز لمجرد توقفه على كلمة «عمولة» في تقارير هذا المجمع... غير ان الردّ المغالط الذي اعتمدته الإدارة العامة لهذا المجمع الكيمياوي يفرض الإسراع دون تسرّع لعدم التردد في نقل الحقائق دون غشاوة على أن تكون في حلقات كاشفة للمستور الذي ساهم في تعميق جرح الاقتصاد الوطني طيلة فترات عهد نظام الفساد والاستبداد.