هنّ مجموعة من البنات عشقن الملاكمة ودخلن هذا الميدان في قمة عطائهن ولكنهن يجدن صعوبات قاسية وهن في بدايتهن يحاولن إثبات ذواتهن في رياضة الشباب ولكن بين الخطوة والأخرى تنتظرهن عراقيل مادية ومعنوية. ببساطة نحن نتحدث عن بنات الملاكمة في جمعية الشباب الرياضي بالحرايرية. قلق الموارد... تعاني هذه الجمعية الصغيرة من قلة الموارد وضُعف الإمكانات والملاكمة من الرياضات المتواجدة هناك والتي تفتقر إلى الاهتمام من الجميع وكأن البنات هناك يعاقبن لجرم اقترفنه وهو حب رياضة الملاكمة. فكل منهن أعطت حقا مشروعا لنفسها لتكون «كلاي» تونس ولمَ لا العالم العربي والإفريقي. تدريبات مكثفة رغم الصعوبات التي تمر بها البلاد إلا أن هؤلاء البنات مثل نادرة العرفاوي وسهيلة المرسلي وعائشة المزوغي وغيرهن لم ييأسن بل تدربن حتى في أيام الثورة ولم يفقدن للحظة أملهن لأن هدفهن الألعاب الأولمبية ولا غيرها وهو حلم انتظرنه ويقبع في مخيلتهن والتدريبات أملهن الوحيد للوصول إلى هذه الغاية. من الرقبي إلى الملاكمة من المضحكات المبكيات هو أن صديقات سهيلة المرسلي هن أصلا لاعبات رڤبي تحولن إلى الملاكمة. ويقول المدرب وليد الشريف «لقد صقلت مواهبهن من الرڤبي إلى الملاكمة وسنحقق بفضلهن أهم الميداليات والجوائز فقط نحتاج إلى دعم من الجامعة والوزارة وقد قدمت شكوى للوزير وأتمنى فعلا النظر فيها لإنقاذ هذه الجمعية». يضيف وليد الشريف: «لقد انتظرنا جميعا بطولة البنات للملاكمة في شهر فيفري ولكننا إلى غاية الآن لا نعرف مصيرها وبقينا في المجهول». وقد طالب الشريف من الجمعيات الكبيرة مثل الترجي الرياضي والجمعية العسكرية بتونس وجمعية وحدات التدخل بمساعدة جمعية الحرايرية وتبادل الخبرات معها قائلا «يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر» أي قد نُحقق الكثير من خلال الجمعيات الصغيرة وتهميشها أو إقصاؤها يجعلنا نعود دوما إلى نقطة البداية، أو إلى نقطة الصفر.