سجن الصحفي محمد بوغلاب 6 اشهر مع النفاذ    تعيين أوسمان ديون نائبا جديدا لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    زغوان: تطور في قيمة نوايا الاستثمار في قطاع الخدمات في الثلاثي الاول للسنة الحالية    توزر: تأمين 22 رحلة من مطار توزر نفطة الدولي نحو البقاع المقدسة ذهابا وايابا منذ انطلاق موسم العمرة في ديسمبر 2023    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة(مرحلة التتويج-الجولة9): النتائج والترتيب    عبد المجيد جراد رئيسا جديدا للجامعة التونسية للكرة الطائرة    معاقبة النادي الصفاقسي باجراء مباراتين دون حضور الجمهور    حسام الدين الجبابلي: يجري التنسيق من أجل تسهيل العودة الطوعية للمهاجرين من دول جنوب الصحراء أو تقديم الدعم للراغبين في البقاء    خمسة عروض من تونس وبلجيكا وفرنسا في الدورة الثانية لتظاهرة المنستير تعزف الجاز    أطفال من بوعرادة بالشمال الغربي يوقعون إصدارين جماعيين لهم في معرض تونس الدولي للكتاب 2024    أريانة: الدورة الثانية لأيام المنيهلة المسرحية من 17 إلى 23 أفريل الجاري    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    لعبة الإبداع والإبتكار في كتاب «العاهر» لفرج الحوار /1    نيبينزيا: على مجلس الأمن أن يدرس بشكل عاجل مسألة فرض عقوبات ضد الكيان الصهيوني    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    الفضيلة    أخبار الترجي الرياضي...يان ساس جاهز وأندري بوكيا لغز كبير    غدا افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب...إمضِ أبْعد ممّا ترى عيناك...!    أخبار المال والأعمال    حالة الطقس ليوم الخميس 18 أفريل 2024    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    بعد إلغاء 150 رحلة..عملية استقبال المسافرين في مطارات دبى ستبدأ غداً صباحا    بطولة شتوتغارت... أنس جابر تطيح بالروسية إيكاترينا    مكافحة الهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة محاور لقاء وزير الداخلية بنظيره الايطالي    توننداكس يتجاوز حاجز 9 آلاف نقطة مع اغلاق تداولات الاربعاء    وزير الداخلية كمال الفقي يلتقي نظيره الايطالي    تونس: حجز 6 أطنان من السكر المعد للاحتكار في الحرايرية    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    عاجل/ هذا موعد تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين بالامم المتحدة    لإنقاذ مزارع الحبوب: تزويد هذه الجهة بمياه الري    جورجيا ميلوني: "لايمكن لتونس أن تصبح دولة وصول للمهاجرين"    سليانة: إخماد حريق نشب في جبل برقو    ححز كوكايين وأقراص مخدّرة لدى 3 شبان يعمدون إلى ترويجها في الكاف    توقّيا من مخاطر الأنترنات على الأطفال: وزارة الطفولة تصدر قصّة رقميّة    التداول حول القانون الأساسي المتعلق بالتبادل الآلي للمعلومات المتعلقة بالحسابات المالية    صافي سعيد: هذا ما أعد به المساجين السياسيين إذا فُزت بالرئاسية    عاجل/ القبض على شخصين متورطين في طعن عون أمن بهذه الجهة    المركز العسكري لنقل الدّم يتحصّل على شهادة المطابقة للجودة    سيلين ديون تكشف عن موعد عرض فيلمها الجديد    قتل مسنّ حرقا بمنزله: القبض على 6 أشخاص من بينهم قصّر    عاجل/ سفن حربية ومقاتلات.. هكذا تستعد إيران للهجوم الصهيوني المرتقب    بطولة شتوتغارت: أنس جابر تضع حدا لسلسة نتائجها السلبية وتتاهل الى الدور ثمن النهائي    سعيد يدعو إلى اعتماد مقاربة جماعية لمسألة الهجرة ومحاربة شبكات المتاجرة بالبشر    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يفرض الويكلو على التحضيرات    وزيرة التربية: "البنية التحتية من أبرز أسس تطور قطاع التعليم"    صفاقس: حادث مرور يخلف 5 اصابات    محرز الغنوشي: الأمطار في طريقها إلينا    الحماية المدنية: 19 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني في تونس اليوم..    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    مباراة الترجي وصانداونز: تحديد عدد الجماهير وموعد انطلاق بيع التذاكر    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    فتوى جديدة تثير الجدل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندوة «دار الأنوار» حول الملاكمة التونسية: بالدليل، الفن النبيل عليل... وهذا هو البديل
نشر في الشروق يوم 14 - 10 - 2010


تحقيق: محمد الهمامي وسامي حماني
الصورة داخل الجامعة التونسية للملاكمة تبدو مظلمة ومستقبل رياضة الفن النبيل دخل القفص الحديدي فنحن إزاء إهمال كامل لرياضة عريقة في ربوعنا مارسها أجدادنا منذ العهد القرطاجني! وهي أيضا الرياضة التي أهدت الخضراء ميدالية أولمبية (برونزية) في وزن 63.5 كلغ عام 1964 بطوكيو عن طريق القبضة الحديدية ل«حبيب قلحية» قبل أن تشهد هذه الرياضة تألق العديد من الأسماء التي حفرت أسماءها بأحرف ذهبية في أذهان وقلوب الجماهير الرياضية على غرار خميس الرفاعي ولطفي بالخير ورؤوف الحربي ونجيب الزدام ورياض القلاعي وفتحي الميساوي صاحب برونزية الألعاب الأولمبية بأطلنطا عام 1996 (وزن 63.5 كلغ)... وغيرهم.
على مدى أكثر من ثلاث ساعات نظمت «دار الأنوار» ندوة صحفية خصصتها للأزمة التي تعيش على وقعها هذه الرياضة وذلك بحضور رموزها السابقين بالإضافة إلى ممثل عن الجامعة التونسية للملاكمة التي تتطلع إلى منع هذه الرياضة من الوقوع في دائرة الانهيار والانكسار.
شاهدنا خلال هذه الجلسة الصادقة والساخنة بين أبناء الملاكمة والجامعة جميع أنواع الهجوم الخاطف بعد أن رفعوا شعارا واحدا: «نكون أولا نكون..».
غياب التربصات الخارجية الخاصة بالملاكمين وتواضع الكفاءات التدريبية وانعدام التواصل بين المسؤولين والملاكمين، وانفراد رئيس جامعة الملاكمة بالرأي... وملاكمون يعتزلون وهم في أوج العطاء والشباب (مثل الصحراوي والنجماوي...) مقابل التشبث بخدمات ملاكمات تجاوزتهن الأحداث وخانتهن اللياقة البدنية... كانت هذه أبرز المشاكل التي تواجهها رياضة الملاكمة التونسية والتي طرحها أبناؤها على طاولة النقاش قبل النطق بجملة من الحلول العملية التي من شأنها انتشال هذه الرياضة من واقعها المرير.
المائدة المستديرة تضمنت نقاشا ثريا ومفيدا لأن الخطاب والحوار كانا مفتوحين أمام الجميع فلم يكن خطابا أفقيا يتحدث فيه البعض ويلتزم فيه البعض الآخر الصمت والتصفيق بل إن المائدة المستديرة تفرض بالضررة تبادل ا لآراء ووجهات النظر فطبيعة الجلسة كانت على نحو يتيح الفرصة للجميع من أجل التعبير.
في البداية يجب الإشادة بدور الزميلين محمد علي الفرشيشي وخاصة المنذر الجبنياني في إدارة الحوار حيث لم يتم التعسف على أي ضيف بل منح الجميع فرصة الحديث وأخذ كل طرف هامشا زمنيا محددا للتعبير عن أفكاره وتبليغ صوته بشكل يعمّم الإفادة للجميع، فحرية الحديث والنقاش لم تتحول إلى فوضى عارمة مثلما جرت العادة عندما يكون الحوار ديمقراطيا في جلسات أخرى والسبب في ذلك هو أن الزميلين قسما ملف الملاكمة إلى محاور محددة لا يجب الخروج عنها مع الإصرار على أن لا يتحول النقاش إلى حوارات شخصية ثنائية بما يفرغ مضمون الجلسة من محتواها.
البداية كانت بمنح أعضاء المكتب الجامعي الحالي المجال الكافي للحديث عن واقعهم والعمل الذي قاموا به طيلة سنة كاملة منذ توليهم الإشراف على هذا الهيكل وهنا تبادل كل من الهادي بوقرّاع ويوسف شعلية وفتحي كواش الحديث عن واقعهم وعملهم ومستقبلهم في قادم المواعيد.
بعد ذلك منحت الفرصة لكل الحاضرين للحديث عن المشاكل التي تحيط بالملاكمة في الوقت الحالي والتي ساهمت في نظرهم طبعا في تردي وضع هذه الرياضة التي كانت تحقق الفرح للتونسيين ومصدر فخر لهم.
هنا استعرض كل طرف موقفه بوضوح وشفافية ومن دون مساحيق أو أقنعة أو بتزويق لغوي حقيقي قد يغطي الحقائق لأن المائدة المستديرة وضعت هؤلاء مباشرة في مواجهة أعضاء الجامعة فكان الفضاء صريحا وهنا كشفت حقائق عديدة وهنات خفيت بعضها حتى على المكتب الجامعي وذلك في نطاق الاحترام المتبادل ودون المساس بالأشخاص أو المسؤولين لأن المهم هو مصلحة الملاكمة وليس محاسبة الشخص على أفعاله.
أعضاء المكتب الجامعي وجدوا أنفسهم في بعض الأحيان في مأزق حقيقي أمام الحقيقة التي أصدع بها بعض الحاضرين ولكن هذا لم يمنعهم من الدفاع عن سياستهم وطريقة عملهم مقابل إقرارهم بكل روح رياضية بفشلهم في بعض النقاط وعجزهم إلى حد الآن على معالجة بعض المشاكل الأخرى.
وحتى نضعكم في صورة ما حصل للتأكيد على طبيعة الحوار الشفاف والنقاش الثري نشير إلى أن يوسف شعلية العضو الجامعي كان في نفس الجلسة يتعرّض إلى انتقادات شقيقه المنذر شعلية.
أخيرا أصرّ الحاضرون بالخروج بمجموعة من الحلول من شأنها أن تساهم في إخراج الملاكمة من هذا المطب المظلم على شكل توصيات يلتزم المكتب الجامعي بمناقشتها وهوالذي مد يده للمشاركين عن طريق العضو الهادي بوقراع طالبا الإرشاد والنصح وبالفعل جاءت التوصيات التي دونها الجميع في محاولة لمناقشتها لأنها ببساطة جاءت من قبل مختصين وخبراء وملاكمين قدامى لديهم الكثير ليقدموه لهذه الرياضة.
النقاش استمر حوالي ثلاث ساعات لكنه لم ينته حيث تواصل النقاش حتى خارج القاعة ووضع وجها لوجه أعضاء الجامعة مع المشاركين في هذه المائدة المستديرة.. في مثل هذه الخطوات الثمينة قد لا يهم النتائج بقدر ما يهم اجتماع المختلفين في وجهات النظر على مائدة واحدة لتقريب الآراء وتشخيص الداء ثم الانطلاق في معالجته.
الأرقام تؤكد نجاح المكتب الجامعي
الهادي بوقراصة
«أعتقد أن بلادنا تزخر بعدّة فرق متألقة في الملاكمة مثل الجيش والأمن والحرس وأظن أن الجامعة التونسية تقوم بدور كبير على مستوى التأطير فقد وجدنا الوضع صعبا جدّا عندما تسلمنا مهامنا ولن نبالغ إذا استعملنا كلمة «خاربة» فقد لاحظنا الوضع الصعب للملاكمة في مدنين وصفاقس وسوسة.. ومع اتصالنا بالعديد من الجمعيات والجهات حققنا عدّة نجاحات وهو ما تؤكده الأرقام التي بحوزتنا وذلك بالرغم من الظرف الوجيز الذي مرّ على تسلمنا لمهامنا على رأس الجامعة التونسية للملاكمة وأريد أن أؤكد أيضا أن المكتب الجامعي شرعي ويخطئ من يقول عكس ذلك...».
ضيوف الندوة
صبري نسيب:
أستاذ بالمعهد العالي للرياضة بقصر سعيد وخبير دولي في الملاكمة ومدير فني سابق من مواليد 24 مارس 1975.
المنذر شعلية:
كاتب عام سابق للجامعة التونسية للملاكمة لمدة 22 سنة ونائب رئيس الكنفدرالية الإفريقية للملاكمة من 1996 إلى 2000 وعضو بالاتحاد العربي للملاكمة سابقا وهو من مواليد 8 أكتوبر 1956.
الهادي بوناب:
حكم سابق في الملاكمة محليا ودوليا ومراقب دولي حاليا متقاعد وقام بتعريب كتاب القانون الدولي للملاكمة وهو من مواليد 17 جوان 1945.
نور الدين البوغانمي:
ملاكم سابق وبطل المغرب العربي في دورتي 1981 و1983 وبطل البحر الأبيض المتوسط في 1983 وبطل العرب في 1985 وحائز على الميدالية الذهبية في دورة تونس الدولية سنة 1980 وهو من مواليد 3 نوفمبر 1960.
فتحي كواش:
طبيب مختص منذ 25 سنة ورئيس اللجنة الطبية الحالية في الجامعة وعضو اللجنة الدولية الطبية للملاكمة ولجنة البحوث من مواليد 20 جوان 1953.
انفراد بالرأي
«شخصيا لاحظت أن الجامعة التونسية للملاكمة ارتأت أن تكون منفردة بالرأي أي أنها ترفض استشارة أهل الاختصاص هذا بالاضافة طبعا الى غياب كلّي للبرمجة المدروسة ولاحظنا كذلك اهمالا كبيرا وغير مقبول بالمرة، وإلاّ كيف بامكاننا تفسير ما حدث للملاكم سليم الحكيمي الذي التحق بالمنتخب الوطني وكان وزنه آنذاك 60 كيلوغراما ولكن بعد 6 أشهر فحسب اكتشفنا أن وزنه أصبح في حدود 70 كيلوغراما».
رياض القلاعي
الدكتور فتحي كواش (عضو جامعي): زيادة عدد المجازين لا تعني صناعة الأبطال
الدكتور فتحي كواش تحدث في مداخلته حول هذه الندوة بخصوص عدد المجازين في رياضة الملاكمة وأثبت كيف ارتفع العدد من 1048 مجازا موسم 2001 2004 الى 1546 موسم 2004 2005 وبلغ العدد منذ موسمين الى حدّ الآن 2014 مجازا.
وأضاف الدكتور كواش أنه وبالرغم من ارتفاع عدد المجازين إلاّ أن ذلك لم يفض الى ظهور ملاكمين كبار وذلك لأن النوادي اتجهت الى منح الاجازات للملاكمين وذلك بحثا عن الزيادة في الدعم من قبل الجامعة لأن تزايد عدد المجازين يزيد من قيمة المنح وذلك دون الحرص على تكوين ملاكمين كبار يمتازون بالموهبة التي أصبحت عنصرا نادرا في الوقت الحالي.
النقطة الثانية التي تحدث عنها الدكتور في مداخلته تتعلق بعدم القدرة على تكوين ملاكمين من الطراز الرفيع لأن ذلك يتطلب امكانيات مادية كبرى حسب قوله. فليس من السهل تكوين ملاكم على مستوى عال وقال إنّ هذا الأمر قد يكلف خزينة الجامعة ما يقارب المليار ولذلك بات من الصعب المطالبة بالحصول على ملاكمين قادرين على منافسة أبطال هذه اللعبة في العالم.
وختم حديثه بوجوب أن نصدع بالحقيقة المرة المتمثلة في أنه من الصعب الآن الحديث عن امكانية حصول الملاكمة التونسية على ميداليات ذهبية على الصعيد العالمي أو الأولمبي لأن ذلك يبدو صعبا في ظل الظروف الحالية.
صبري نسيب: اقصاء الكفاءات وعشوائية البرمجة
الأستاذ صبري نسيب هو من بين أول الأساتذة المختصين في الملاكمة في تونس وهو من أحد الكفاءات في هذه الرياضة، لكن رغم ذلك لم يحض بعضوية في الجامعة الحالية.. وقد انطلق في مداخلته بالحديث حول هذه النقطة بالذات متهما المكتب الجامعي الحالي باقصاء الكفاءات منذ تسلمه مهام إدارة دواليب الملاكمة في تونس.
وأوضح صبري نسيب أنّ إقصاء أصحاب الخبرة من ذوي الاختصاص تسبب بشكل من الأشكال في تردّي مستوى الملاكمة التونسية واستدّل على ذلك بوجود معدّة بدنية رومانية لا تملك من الخبرة والكفاءة ما يؤهلها للقيام بالاعداد البدني لفريق نخبة وأنّ السبب الوحيد في تعيينها هو أنها زوجة المدرب الروماني.
واستنتج الأستاذ صبري نسيب أنّ غياب البرمجة الدقيقة على أسس علمية حديثة ودقيقة أضرّ كثيرا بالملاكمة التونسية وجعلها تدخل نفقا مظلما وتعيش عصر الرعوانية ومن هنا انبثقت المشاكل التي كانت نتيجة طبيعية لغياب برمجة دقيقة على المستوى الطويل.
وفي نفس الاطار تحدث صبري نسيب على أهمية اعتماد الجامعة على أصحاب الاختصاص والأكفاء في هذا المجال لأنه السبيل الوحيد لتطبيق برنامج وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية وهو البرنامج الذي تم وضعه وضبطه باتقان كبير حتى يتم تطبيقه وليس لاهماله ووضعه بين يدي من لا يفقهون في هذا المجال.
وفي المقابل من ذلك أثبت المتحدث أن الجامعة لم تستطع ايجاد البديل المناسب عندما عمدت الى اقصاء أصحاب الخبرة والكفاءة وذلك لأن العاملين حاليا في محيط الجامعة لا يملكون مستوى تعليم عالي مختص يستطيعون به أن يفيدوا الملاكمة.
حسن الحوكي: المكتب الجامعي أخطأ في اختيار الاطار الفني للمنتخب
«أظن أن المكتب الجامعي أخطأ الاختيار على مستوى الاطار الفني للمنتخب الوطني التونسي للملاكمة من خلال التعاقد مع ممرن روماني في الوقت الذي أثبت فيه التاريخ أن الملاكمة التونسية عادة ما تنجح مع المدربين الروس.. ومن ناحية أخرى أرفض شخصيا مسألة تعيين زوجة هذا المدرب الروماني كمعدّة بدنية لفريقنا الوطني فهو أمر غير مقبول بالمرّة . فالملاكمة لها خصوصياتها والتي لا يمكن الخروج عن نطاقها..».
محمد موسى: تهميش المنتخبات الجهوية
«شخصيا لاحظت أن تواجد المنتخبات الجهوية أصبح صوريا ولا معنى له خاصة وأن الجامعة التونسية تتحصل على الميزانيات التي تخصصها وزارة الاشراف ولكنها في المقابل كان عليها أن تمتع بها الرابطات.. وأعترف بأن الملاكمة التونسية أصبحت في حالة مزرية للغاية وهنالك العديد من المغالطات وإلاّ كيف نفسّر مسألة الحصول على الاجازات. فبعض الفرق استغلت هذه المسألة وأصبح بحوزة بعضها أكثر من 140 إجازة ولا نعلم كيف يتم تدريب مثل هذا الكمّ الهائل من الملاكمين؟!! وتشكو الملاكمة التونسية من عدّة نقائص مثل غياب التربصات الخارجية والحوافز المالية.. وحتى لو تمّ الحديث عن ميدالية أولمبية فمؤكد أن الملاكم التونسي تعوّد التغلب على أوجاعه لذلك لن نستبعد ظفر أحد الملاكمين بميدالية أولمبية صدفة!!».
عمر الحمزاوي: لا بدّ من بعث لجان تفكير للنهوض بالملاكمة
«لا أعلم لماذا لم تفكر الجامعة التونسية للملاكمة في بعث لجان تفكير للنهوض برياضة الملاكمة في بلادنا؟ إذ كان بالامكان الاستعانة بعدد من الحكماء والاختصاصيين في ميدان الملاكمة والاستفادة من خبراتهم واستغلالها في تجاوز الأزمة التي تعرفها الملاكمة التونسية ولاحظت انعدام التنسيق بين الهياكل الرياضية المشرفة على رياضة الملاكمة وبقية الأطراف الأخرى من رابطات وجمعيات وغاب الانسجام بين مختلف هذه الأطراف لذلك أظن أنه حان الوقت للقيام بمراجعة شاملة من قبل الجامعة التونسية للملاكمة وكذلك من قبل وزارة الاشراف».
ضيوف الندوة
حسن الكوكي:
ملاكم سابق وحكم وقاض دولي في الملاكمة ورئيس رابطة الشمال من 2000 إلى 2008 والمدير الفني للترجي الرياضي في فرع الملاكمة حاليا من مواليد 20051946.
محمد موسى:
ملاكم سابق من 1977 إلى 1988 شغل مناصب عديدة في الجامعة منها رئيس اللجنة المركزية للتحكيم في فترات مختلفة كما شغل منصب كاتب عام في لجنة الاتحاد العربي ورئيس جمعية الشبيبة الرياضية بالساحل منذ 1993 من مواليد 13 سبتمبر 1963.
عمر الحمزاوي:
رئيس الخضراء الرياضية للملاكمة وتولى رئاسة رابطة تونس والشمال لمدة 7 سنوات من مواليد 4 مارس 1954.
يوسف بن شعلية:
ملاكم سابق بالترجي الرياضي وبطل تونس سنة 1974 التحق بسلك التحكيم في سن العشرين سنة وكان في فترة سابقة أصغر حكم دولي وحاليا عضو بالمكتب الجامعي ورئيس اللجنة المركزية للتحكيم ومحاضر دولي من مواليد 29 جانفي 1954.
الهادي بوقراص:
ممثل عن رئيس الجامعة ورئيس لجنتي القوانين والتمويل في صلب الجامعة ورئيس لجنة الملاكمة المحترفة وتولى إعداد قانون الملاكمة المحترفة صلب اللجنة المخصصة ويشغل حاليا خطة نائب عام لمجلس التحكيم من مواليد 19 سبتمبر 1962.
رياض القلاعي:
بطل تونسي سابق وصاحب مشاركتين في الألعاب الأولمبية 1992 و1996 وبطل العالم في الملاكمة العسكرية سنة 1955 وبطل إفريقيا في نفس السنة إضافة إلى بطولة المغرب العربي و3 مرات بطل العرب وفي رصيده 15 بطولة محلية من مواليد 12 ديسمبر 1968.
نور الدين البوغانمي ملاكم دولي سابق
نقص الخبرة ومركزية الملاكمة أضرّا بهذه الرياضة
كان من الضروري في هذه المائدة المستديرة الاستنارة بأصحاب الخبرة في ميدان الملاكمة والذين مارسوا هذه الرياضة لسنوات طويلة ومن بينهم الملاكم الدولي السابق نورالدين البوغانمي المتحصل على الميدالية المتوسطية في الملاكمة في 1983 والذي تطرّق إلى نقطة فنية مهمة خلال مداخلته.
نور الدين البوغانمي قال إنّ من الأسباب العميقة لتراجع الملاكمة في الوقت الحالي هو أن المشرفين على هذه الرياضة لم يسبق لأغلبهم أن مارسوا الملاكمة وبالتالي هم لا يمتلكون خبرة كبيرة في هذا المجال وهذا الأمر ينسحب حسب قوله على الأعضاء الجامعيين المكلفين بمهمة التأطير والشؤون الإدارية وكذلك المدربين المهتمين بالجوانب الفنية فخبرة هؤلاء محدودة ولا تكفيهم للسهر على تكوين جيل جديد من الملاكمين القادرين على إعادة مجد هذه الرياضة.
وفي جانب آخر من كلمته تطرّق الملاكم الدولي السابق إلى نقطة أخرى مهمة تتمثل في مركزية هذه اللعبة حيث أنّ الاهتمام ينصبّ على أربعة فرق فقط تحظى بالدعم وتتمتع بتنظيم وقدرات محترمة من بنية تحتية وزاد بشري مهم من الفنيين والملاكمين مقابل عدم العناية بنفس القدر ببقية الجمعيات والنوادي ولكن النتائج كانت عكس ذلك بكثير فهذه النوادي التي تهيمن على الملاكمة لم تقدم حسب قوله ملاكمين كبارا ولم تساهم في إثراء رصيد الملاكمة التونسية بالألقاب.
وبالتالي وجب حسب قوله العناية أكثر بالفرق الأخرى.
كما حمّل نورالدين البوغانمي الفرق مسؤوليتها الكاملة على الوضع الذي وصلت إليه الملاكمة فلا يجب في اعتقاده الكلي على دعم الجامعة والوزارة مقابل التواكل وعدم الاعتماد على الذات.
يوسف شعلية (عضو جامعي):
منتخبنا فتي لا يمكن مطالبته بالألقاب, والمشاكل المادية أرهقتنا
يوسف شعلية العضو الجامعي الحالي في جامعة الملاكمة استعرض بعض النقاط المهمة في سياق حديثه عن وضعية هذه الرياضة في الوقت الحالي وبدأ حديثه بتوضيح تعلّق بإعداد الروزنامة الخاصة بالمنافسات التي تأخرت كثيرا بما عطّل سير المنافسات وقال إن ضغط الوقت أمام المكتب الجامعي الحالي لم يمكن المسؤولين من ضبط المواعيد بدقة وفي الوقت ا لمطلوب ومن بين المشاريع التي تعطلت تمثل في التفكير في بعث كأس يجمع الأكابر والأواسط بين مختلف الأندية لكن نفس السبب أي ضغط الوقت لم يسمح بتحويل هذه الفكرة إلى أمر واقعي.
وتحدث العضو الجامعي بشفافية واضحة وقال إنّه لا يجب أن نغالط أنفسنا فنحن حاليا لا نملك ملاكمين قادرين على استعادة هيبة هذه الرياضة وبالتالي لا يمكن الحديث عن الألقاب والتتويجات فالمنتخب الوطني حسب قوله مازال فتيا فهو يتكون من مجموعة من الملاكمين الشبان ويحتاج إلى الوقت اللازم لكسب الخبرة حتى يكون قادرا على المنافسة وهذا يمر حتما عبر الترفيع في المستوى الفني عن طريق تعدد وتنوع المسابقات حتى يرتقي مستوى الملاكمين إلى ما هو مطلوب.
وشرح يوسف شعلية بعض الأسباب التي أدت إلى تدهور المستوى منها اندثار بعض الرابطات أو تجمد نشاطها وبالتالي عدم القدرة على تكوين ملاكمين كبار فالرابطات كانت الرافد الأساسي للمنتخب الوطني لكن تخبطها في مشاكل لا حصر لها جعلها تعجز عن ممارسة مهامها على أكمل وجه واستدل في نفس السياق على العمل الكبير الذي كانت تقوم به رابطتي تونس والساحل في هذا المجال...
وبالعودة إلى أسباب تراجع الرابطات في أداء دورها قال يوسف شعلية إنّ السبب مادي بالأساس فميزانية هذه الرابطات لا تكفي لاستيعاب مصاريف تكوين ملاكمين أصحاب مستوى فني عال وأشار في نفس السياق إلى تراجع عدد النوادي من 44 ناديا في 2008 إلى 40 ناديا في 2010.
واستدل يوسف شعلية برقم بدا مذهلا حيث قال إنّ هناك بعض النوادي تضم 140 مجازا يدربهم مدرب واحد فقط وهذا رقم يدل على الصعوبات والمشاكل العميقة التي تعاني منها الملاكمة فكيف يمكن المطالبة بالنتائج الإيجابية المبهرة في ظل مثل هذا الواقع المتردي فالميزانية الحالية للأندية والنوادي لا تسمح بتحقيق نتائج مناسبة.
الهادي بوناب: التدخل الفوري لفائدة الملاكمة في الملاسين
«شخصيا أريد أن أطلب التدخل السريع والفوري لإيجاد حلول عاجلة بالنسبة لقاعة الملاكمة بالملاسين.. وأظن أنه من حق هذه الجهة على المكتب الجامعي أن يتدخل لفائدة أبنائها الذين اختاروا ممارسة هذه الرياضة النبيلة..».
منذر شعلية: لماذا تم إبعاد ملاكمين في أوج العطاء؟
«لم أهضم مسألة إقصاء وإبعاد بعض الملاكمين الذين مازالوا في أوج العطاء على غرار الصحراوي والنجماوي.. وغيرهم والذين مازال بإمكانهم تقديم الكثير للملاكمة التونسية بل وحتى في الألعاب الأولمبية القادمة بلندن 2012... وفي المقابل لاحظنا ظاهرة غريبة جدا وهي التمسك بخدمات بعض الملاكمات المتقدمات في السن وهنا نلاحظ تناقضا تاما بين الأمرين...».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.