بدأت ملامح التدخل العسكري الغربي في ليبيا تتضح أكثر فأكثر مع ارسال واشنطن سفينتي انزال هجوميتين الى السواحل الليبية وبعث كندا فرقاطة حربية تتسع لأكثر من 240 فردا، ومع تواتر أنباء عن دعوة قيادات من «الثوار» الغرب الى التدخل العسكري للاطاحة بالقذافي الذي لا يزال متمسكا بسدة السلطة في البلاد. واعتبرت مصادر مطلعة ان اقتراب سفينتي الانزال الأمريكيتين، «كيرسارج» و«بونس» من الحدود البحرية الليبية يشير الى أن واشنطن اتخذت قرارا عسكريا أحادي الجانب بالتدخل العسكري ويمكن لسفينة «كريسارج» لوحدها حمل 2000 جندي من مشاة البحرية «المارينز». وستنضم «كيرسارج» و«بونس» اللتين دخلتا قناة السويس مساء أمس الى المدمرة «باري» الرابضة جنوب غرب المتوسط. وعلق البيت الابيض على هذا التحرك العسكري بالقول انه لا يزيل أية خيارات من على طاولته وهي لغة ديبلوماسية معهودة ترجح القيام بضربة عسكرية. فرقاطة كندية وفي ذات الاطار أرسلت كندا الفرقاطة «شارلوتاون» قبالة السواحل الليبية. وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الليلة قبل الماضية ان «شارلوتاون» ستنضم الى عمليات الاجلاء الكندية والدولية الجارية حاليا في ليبيا. وأوضحت الديبلوماسية الكندية ان الفرقاطة تحمل ما لا يقل عن 240 جنديا ومروحية وستنضم الى حاملة مروحيات أمريكية على متنها مئات من جنود البحرية الأمريكية. وفي ذات سياق الضغط الغربي على النظام الليبي تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا يطالب العقيد القذافي بالتنحي اضافة الى خطوات جديدة ضده من بينها اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وتبنى القرار تصويت مجلس الامن على قرار 1970 الذي يفرض حظرا على تصدير السلاح الى ليبيا وتجميد أرصدة القذافي وعائلته ومنعهم من السفر. وحث مجلس الأمن على اتخاذ المزيد من التحركات الضرورية لحماية المدنيين من الهجمات ويدعو الى الامتناع عن المزيد من العنف والاعتراف بحق المطلب الشعبي بالتغيير الديمقراطي واستقالة القذافي من منصبه والسماح بانتقال سلمي الى الديمقراطية تقوم على احترام حقوق الانسان والحقوق المدنية وحق الشعب في اختيار حكومته في انتخابات حرة وعادلة. ضربة جوية قاصمة من جهتهم عبر بعض المسؤولين في الحركة الثورية الليبية عن تأييدهم دعوة دول أجنبية الى توجيه ضربات جوية الى القوات التابعة لنظام القذافي. ونقلت مصادر مطلعة عنهم اشارتهم الى أن هذا المطلب قد يصبح ملحا في حال عجز الثوار عن اسقاط القذافي. ونسبت صحيفة «واشنطن بوست» الى أحد الثوار تأكيده بأن الحركة الاحتجاجية ترغب في فرض حصار جوي علىالنظام وتوجيه ضربات عسكرية لآخر معاقله وتزويد الثوار بالاسلحة الكافية للاطاحة بالعقيد. وفي هذا الاطار نبه المستشار السابق في السفارة الليبية لدى الولاياتالمتحدة صالح المجبري أن أي عمل عسكري أجنبي على بلاده سيحولها الى صومال جديد. ويأتي هذا التنبيه عقب تأكيد المتحدث باسم «ائتلاف 17 فيفري» مصطفى غرياني ان النية تتجه الى حض الغرب على التدخل العسكري وتوجيه ضربات خاطفة لمواقع استراتيجية تكون بمثابة المسمار الأخير في نعش القذافي. وبعد تواتر الحديث من أهالي بنغازي عن القبول بحل عسكري أجنبي ممثلا في القوات التركية وليس في القوات الأمريكية التي قد يحول دخولها الى التراب الليبي البلاد الى عراق جديد.