نُصبت خيام لتجميع الأدوية والأكل والأغطية والمساهمات المالية للمتطوعين وعلقت الشعارات واللافتات والعلم التونسي وتعالت الهتافات وحتى الزغاريد كانت حاضرة مساء أمس بقبة المنزه حيث التقى آلاف من التونسيين للتعبير عن فرحتهم بالقرارات السياسية الأخيرة التي من شأنها أن تقطع مع النظام السابق... وللتضامن مع اللاجئين على الحدود التونسية الليبية ومدّ المساعدة لهم. من بين الحاضرين السيد رفيق شاكر الذي شرح أسباب قدومه ومشاركته في المظاهرة قائلا: «جئنا للاحتفال بإنجازات الثورة والمكاسب التي تحققت لأن جيوب الردة وأعداء الثورة التونسية لم يتركوا لنا المجال للتذوّق والتمتع بما حققه الشعب التونسي». ويُشارك هذا الرأي السيد أنيس البحري الذي قال: «جئنا لنفرح ونغنّي ونحتفل بثورة 14 جانفي فالظروف السياسية الصعبة وحالة الانفلات الأمني وأعداء الحرية والثورة وقفت أمام فرحتنا وفرضت علينا تأجيل احتفالاتنا... وهذه أحسن فترة للاحتفال. بينما يؤكد السيد اسكندر ونيش: «قمنا بالمهم وهو طرد الدكتاتور ومحاسبة عصابة السرّاق والتنكيل بهم ولكن بقي الأهم والذي يتثمل في بناء المجتمع الديمقراطي على أسس حديثة وتربية أطفالنا على حرية التعبير والحق في الاختلاف وتقديس الوطن واحترام الشهداء الذين بفضلهم أنجزنا هذه الثورة المجيدة. ويعتقد السيد حمودة أنه آن الأوان لقطف ثمار ثورة الكرامة والعودة الى العمل ومقاعد الدراسة وتجاوز الانفلات الأمني والفوضى. السيدة آمال تكشف بدورها : «نريد تحقيق الأمن والاستقرار وعودة الأطفال الى مقاعد الدراسة لأن هؤلاء هم مستقبل المجتمع التونسي ويجب ان نحرص على تعليمهم. ويعتبر السيد رفيق ونيش: «أن اقتصادنا في وضعية حرجة والبلاد لا تحتمل أي اعتصامات أخرى...» ويضيف: «نحن في القبّة نساند ونبارك مكاسب الثورة التونسية ولكن يجب أن نعود للعمل ونراهن على «كسب تحديات أخرى». وإضافة الى هذه المطالب برزت مساء أمس أمام قصر الرياضة المنزه هتافات أخرى مثل «يا جراد... ديما بالمرصاد» وبهذه الشعارات التي كانت ترفع يؤكد أصحابها ان عينهم ستكون رقيبة على مدى استجابة الهياكل المسؤولة لتطبيق الاجراءات والمكاسب التي تحققت. ويتم بالتوازي مع المظاهرات نصب الخيم لجمع التبرعات من أموال وأدوية وأغطية فالسيد عماد بن حابة تاجر جاء محملا ببعض المواد الغذائية ومواد التنظيف، وكشف: «جئنا لنساند اخوتنا على الحدود والمساهمة في القوافل الخيرية علنا نساعد اللاجئين على تجاوز محنتهم». خليل عياد كذلك كان داخل خيمة تابعة لمنظمة دولية خيرية لجمع التبرعات وتقديم المساعدات. حتى الأطفال الصغار قدموا من مختلف الجهات القريبة للعاصمة لدعم ومساندة اللاجئين من ذلك الطفلة سلمى التي قالت: «أريد أن أقدم يد المساعدة وأعبّر عن تضامني مع كل اللاجئين الذين يمرّون في هذه الفترة بظروف صعبة».