كشفت مصادر ديبلوماسية وثيقة الاطلاع على الجانب الحكومي الليبي أن سيف الاسلام، نجل العقيد معمّر القذافي قام قبل أيام بزيارة خاطفة الى اسرائيل لطلب المساعدة في انقاذ نظام والده بينما تحدثت مصادر في المعارضة الليبية عن أن اسرائيل أرسلت خبراء إلى ليبيا لمساعدة القذافي على قمع المحتجين. وحسب المصدر، فإن العلاقة بين سيف الاسلام واسرائيل تطورت كثيرا خلال الأزمة الحالية وسط أنباء عن تولي شركات أمنية اسرائيلية نشطة في التشاد تجنيد مرتزقة وارسالهم الى ليبيا محققة مكاسب بمليارات الدولارات. صفقة سياسية وعسكرية وطلب سيف الاسلام من قيادات أمنية اسرائيلية رفيعة مساعدات عسكرية في ميادين الذخائر وأجهزة المراقبة الليلية فضلا عن صور بالأقمار الصناعية. وفي المقابل تعهد بتطوير العلاقات بين ليبيا أو ما قد يبقى منها تحت سلطته مع الكيان الاسرائيلي في المجالات السياسية والاقتصادية. وعرض مقابل انقاذ ثرواته في الخارج صفقة بالتقاسم باستخدام النفوذ الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة. وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية من جانبها عن أن العلاقات بين سيف الاسلام واسرائيل تطورت كثيرا خاصة بعد أن تردّد أن تل أبيب وراء امداد القذافي بالمرتزقة الأفارقة لضرب الثوار مقابل ألفي دولار يوميا. وأشارت الصحيفة كذلك الى وصول طائرة كبيرة الى مطار سرت الليبي لمساعدة قوات القذافي على استعادة زمام ا لأمور ميدانيا. وكان سيف الاسلام نفى في تصريحات صحفية نُشرت أمس أن تكون لأسرته حسابات بنكية في الخارج. واتهم نجل القذافي الغرب بالوقوف مع الطرف القوي وبالسعي الى الاستحواذ على ثروات ليبيا ودعا الليبيين الى الاطمئنان وانتظار ما سمّاها «مفاجآت». اسرائيل على الخط وفي سياق متصل أكدت مصادر ليبية معارضة أن عددا من الخبراء الاسرائيليين وصلوا إلى ليبيا لمساعدة نظام القذافي على استعادة السيطرة على المدن التي وقعت في أيدي الثوار. ونقلت صحيفة «الرأي» الكويتية في عددها الصادر أمس عن مصادر لم تسمها قولها: «إن المجموعة الاسرائيلية تشتمل على متخصصين في التعامل مع حركات الاحتجاج الشعبية ومعها معدّات خاصة متطورة قادرة على الرصد الجوي والبري والتدخل نهارا وليلا»، مشيرة الى أن هذه المجموعة وصلت الى ليبيا «بواسطة جهات دولية صديقة لم تجد صعوبة في اقناع القذافي ونجله سيف الاسلام باللجوء الى المساعدة الاسرائيلية بعدما تأكد له انحياز غالبية الدول العربية والغربية الى ثورة الشعب الليبي»، حسب قولها. وذكرت المصادر: «ان القذافي استعان بالاسرائيليين سابقا عندما اشتد الخناق عليه إبّان أزمة لوكربي، بوساطة من رئيس الوزراء الايطالي السابق جوليو اندريوتي الذي أوفد له رئيس الجالية اليهودية في ايطاليا رافائيللو فلاح واتفق معه على ارسال وفود الى اسرائيل بحجة أنهم حجاج وكان على رأسهم مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى في أجهزة الاستخبارات». بدورها، روت مصادر ديبلوماسية غربية «أن تركيز خطابات القذافي على التحذير من خطر «القاعدة» هدفه إثارة مخاوف دول عدة في المنطقة، بما فيها اسرائيل من الأخطار التي يمكن أن تنجم عن سقوط النظام لمصلحة متطرفين اسلاميين».