واصلت قوات العقيد الليبي معمر القذافي أمس قصف مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة بالصواريخ والمدفعيّة الثقيلة بعد يوم دام سقط فيه عشرات القتلى والجرحى في المدينة، لكن نجل القذافي سيف الاسلام نفى ما أكدته مصادر متطابقة مقتل مدنيين في المدينة، وقال إن تلك التقارير تشبه ذريعة وجود أسلحة دمار شامل في العراق وإنّ القوات الليبية لم ترتكب أية أخطاء. وقال عبد الباسط أبو مزيرق في اتصال من المدينة المحاصرة إن قوات القذافي أطلقت الصواريخ وقذائف المدفعية على الجانب الشرقي طريق النقل الثقيل والمناطق السكنية حوله. وأضاف أن نحو 100 شخص أصيبوا في اشتباكات أمس الأول معظمهم من المدنيين كما سقط 17 قتيلا في القصف الذي استهدف المدينة أمس الأول. كارثة إنسانية ومع دخول حصار المدينة يومها الخمسين تخشى منظمات حقوقية وقوع كارثة إنسانية في مصراتة. وتحدثت مصادر متطابقة عن أن حصيلة الضحايا في المدينة منذ بدء المعارك قد تكون بلغت ألف قتيل و3 آلاف جريح. وكان الثوار تحدّثوا أمس الأول عن سقوط 6 قتلى وما لا يقل عن 47 جريحا في قصف المدينة لكنهم قالوا إنهم استعادوا السيطرة على شارع طرابلس في المدينة التي تعتبر أكبر معاقلهم في غرب ليبيا. وذكرت مصادر مطلعة أنّ الثوار في مصراتة أحرقوا 31 دبابة تابعة لكتائب القذافي وأسروا 31 منهم. وفي الوقت الذي يؤكد الأممالمتحدة وأطباء وصحفيون أجانب وغيرهم أنه يتم استهداف المدنيين وقتلهم في مصراتة، نفى سيف الاسلام هذه التقارير، وقال في حديث مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، «لن أقبل بأن الجيش الليبي يقتل المدنيين، هذا لم يحصل ولن يحصل اطلاقا». وأضاف سيف الاسلام، لم نرتكب أيّ جريمة بحق شعبنا وأن الأمر مثل مسألة أسلحة الدمار الشامل في العراق تماما، قالوا سابقا هناك أسلحة دمار شامل اذهبوا وهاجموا العراق واليوم اذهبوا وهاجموا ليبيا، الأمر مماثل». ودعا سيف الاسلام الولاياتالمتحدة الى مساعدة ليبيا بدلا من شن الحرب عليها على مكافحة «القاعدة» في مصراتة وبنغازي ومن ثمّ إجراء مصالحة وطنية، حسب قوله. ورأى سيف الاسلام أن العالم يخوض حربا على ليبيا دون الاستناد الى أي شيء سوى الاشاعة والدعاية، مؤكدا أن الحكومة الليبية لن تستسلم. وأشارت «واشنطن بوست» الى أنّ تصريحات نجل القذافي تؤكد الموقف المتعنّت للحكومة الليبية في وقت تشهد العمليات القتالية حالة من الجمود ويواجه الحلف الأطلسي خلافا داخليا. تراجع عن أجدابيا وفي شرق البلاد تراجعت كتائب القذافي أكثر من 40 كيلومترا غربي أجدابيا بعد تقدمها أمس الأول مستغلة سوء الأحوال الجوية. وكانت شوارع أجدابيا شبه خالية حيث أقام الثوار حواجز على الطريق في شتى أنحاء المدينة باستخدام كتل الخرسانة وفروع الأشجار وحاويات القمامة وكل ما أمكنهم العثور عليه. وقد نظمت مجموعة من المتطوعين الليبيين حملة في أجدابيا لمساعدة المواطنين على العثور على أقاربهم المفقودين في القتال الجاري. وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم تحدث أمس الأول عن أن تورّط تنظيم «القاعدة» في النزاع في ليبيا بات أمرا مثبتا ويتأكد يوما بعد يوم.