ثلاث شاحنات مزدوجة محملة بأكثر من 30 قنطارا من الأغذية والأدوية والأغطية والحشايا وغيرها من الاحتياجات الضرورية توجهت يوم أمس الأول من مدينة قابس إلى المنطقة الحدودية التونسية الليبية لمساعدة العالقين بها من مختلف الجنسيات. هذه المساعدات ساهمت مختلف مكونات المجتمع المدني في تجميعها على امتداد عدة أيام ولازالت الأبواب مفتوحة لكل راغب في المساعدة أو التطوع بحكم تدفق اللاجئين على الحدود التونسية ولم تفوت خطب يوم الجمعة الفرصة لتشد على أيدي المانحين وتدعوهم إلى المزيد لما في ذلك من احياء لأنفس بشرية تحتاج المساعدة. وكانت مدينة قابس على امتداد خمسة أيام قد استقبلت حوالي 3500 لاجئ أغلبهم من الأشقاء المصريين ان لم نقل كلهم تمّ ايواؤهم بالمعرض الدولي والقاعة الرياضية المغطاة والمسرح الصيفي و«سانية الباي» ونزل الواحة وحسب الأستاذ محمد بن عاشور المكلف بالاعلام والتوثيق في المجلس الجهوي لحماية الثورة بقابس فإنه أمام تجاهل السفارة المصرية لهؤلاء اللاجئين مارس المجلس ضغطا إعلاميا عبر الفضائيات أثمر تحركا من السفير المصري واستجابته للمقترحات بترحيل اللاجئين عبر ميناءي صفاقسوجرجيس ومطار جربة جرجيس بدل انتظار البواخر المصرية التي قد تستغرق رحلتها أربعة أيام أخرى يعاني فيها الأشقاء المصريون البعد والفراق عن الأهل. المجلس العسكري المصري استجاب للمقترحات وتم ترحيل المصريين في أحسن الظروف بل ان الاتحاد الجهوي للشغل ورغم الاضراب الجهوي فقد ساهم في ارسال الحافلات لنقل اللاجئين إلى مينائي صفاقسوجرجيس ومطار جربة جرجيس. وقد اثار نقل اللاجئين عبر هذه الأمكنة ردود فعل مختلفة من أهالي قابس معتبرين ميناء الجهة ومطارها صوريان لا يؤديان وظيفتهما وقد كانت محنة الاخوة المصريين امتحانا حقيقيا ومحكا لجدواهما.. هذا الموقف رآه عقلاء الجهة متشنجا ومغرقا في الجهوية فمهمة الاجلاء انسانية قبل كل شيء بالإضافة إلى انه وحسب اخصائيين وفنيين فإن أسبابا تقنية ولوجستية منعت من استغلال الميناء والمطار.