احتدمت المعارك أمس بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار في مدن «الزاوية» و«مصراتة» و«رأس لانوف» و«بن جراد» مسفرة عن مقتل العشرات وإصابة المئات فيما تحدث الثوار عن سيطرتهم على 90٪ من التراب الليبي مؤكدين ان القتال بات على مشارف معسكر العزيزية «قصر القذافي» في ظل تهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليبيا بالحرب. وأفادت مصادر محلية ان أكثر من 12 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 60 آخرون في المعارك التي جرت بين الطرفين في قرية «بن جواد» شرق البلاد. قصف حربي وفي رأس لانوف، قصف الطيران الحربي الليبي عدة مواقع في البلدة وفي فترات متقطعة من يوم أمس. ونقلت جهات اعلامية محلية عن مصادر طبية في «رأس لانوف» قولها ان 8 أشخاص على الاقل قتلوا وأصيب 59 آخرون في المصادمات. وأضافت ان البلدة أصبحت «مدينة اشباح» بعد ان هجرها الأهالي خشية من تعرضهم لسوء. وأشارت الى أن الأهالي توجهوا الى مدينة «البريقة» التي سيطر عليها الثوار. وحسب «وكالة رويترز» فقد تم إجلاء الصحفيين من فندق، «رأس لانوف» الرئيسي قبيل فجر أمس بعد أن تأكد الثوار من عدم قدرتهم على تأمين حياة هؤلاء الاعلاميين. وتشير هجمات قوات القذافي الى تمسكها بالسلطة وقدرتها على شنّ هجمات كرّ وفرّ على الثوار، الأمر الذي اعتبره محللون بدايات حرب أهلية بين الفريقين تشبه الى حد كبير ما يحدث حاليا في «الكوت دي فوار» و«الصومال» أما في مصراتة فأكدت جهات طبية سقوط 21 قتيلا و100 جريح معظمهم من المدنيين. وقال طبيب في «مجمع العيادات» بمصراتة لوكالة الصحافة الفرنسية إن 9 إصابات بالغة وخطيرة جدا، موضحا ان من بين الإصابات مسنين تجاوزت أعمارهم السبعين عاما. وأشار الى أن السلاح الذي استهدفهم ليس من العيار الثقيل نظرا لاستعمال كتائب القذافي للدبابات والقذائف والرشاشات الثقيلة وكشف عن استخدام قوات العقيد لسيارة إسعاف لإطلاق النار عشوائيا على المواطنين وحتى على سيارات الاسعاف الأخرى. وفي الزاوية تمكن الثوار من صدّ هجمات نفذتها كتائب القذافي عليها. وأكدت جهات قريبة من الثوار ان الكتائب الأمنية سعت الى تنفيذ هجوم شامل على المدينة بعد تطويقها من الجهات الثلاث. وأضافت ان الثوار تمكنوا من محاصرة هذه القوات بعد دخولها البلدة واستولوا على عدد من دباباتها . وأوضحت أنهم اسروا عددا من قوات كتائب خميس القذافي، نجل العقيد معمر القذافي. أم المعارك في هذه الأثناء، يستعد الفريقان الى خوض «أم المعارك» في مدينة سرت، مسقط رأس القذافي باعتبارها المنطقة الأكثر استراتيجية في ليبيا. ويرى معمر القذافي، وفق تقديرات محللين استراتيجيين، أن سرت تمثل المدينة الأهم نظرا لأنها عاصمة نظامه السياسي وأحد عناوين حكمه. ويضيف المحللون أن القذافي عدل عن الخطة العسكرية الأولى القائمة على الضربات الجوية ويعتمد حاليا خطة محاصرة المدن وقطع الامدادات عنها واستنزافها الى حين استسلامها. واعتبر الخبير المصري في الشؤون العسكرية والاستراتيجية صفوت الزيات ان المعركة على مدينة «سرت» وقاعدتها الجوية ستكون المواجهة الحاسمة بين الفريقين. اعتراف غربي بالثوار سياسيا، قال أمين عام الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا ابراهيم عبد العزيز صهد إن لديه معلومات تشير الى ان دولا غربية ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي خلال الساعات القليلة القادمة ومن بينها فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة. ولمح الأمين العام الى تطورات عسكرية وسياسية وأمنية ستجد على المشهد الليبي. من جهته، قال عبد الفتاح يونس وزير الداخلية السابق ان القتال مع العقيد في طرابلس على مشارف «باب العزيزية» وأن النظام سيسقط خلال أيام. بدوره، حمّل الرئيس الأمريكي باراك أوباما القذافي مسؤولية العنف ضد المعارضة المسلّحة وأكد ان الناتو يفكّر في عمل مسلّح ضد ليبيا. ونقلت ال«بي.بي.سي» عن أوباما إشارته إلى أن الناتو يدرس كل الخيارات بما فيها الخيار العسكري ضد القذافي. من جانبها، طالبت الأممالمتحدة، العقيد معمر القذافي بوضع حد للهجمات العشوائية على المدنيين محذّرة إياه بالمثول أمام العدالة اذا ما ثبت مخالفته للقانون الدولي. وذكر المكتب الاعلامي لبان كي مون أن الأخير عين وزير خارجية الاردن السابق عبد الإله الخطيب مبعوثا له إلى ليبيا. كما أكد العقيد معمر القذافي في حديث لقناة فرانس 24، ان الاتحاد الافريقي على اتصال دائم به وسيرسل لجنة تقصي حقائق الى ليبيا لدحض الأكاذيب، حسب وصفه. وأفاد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي معارضة بلاده لأي تدخل أجنبي عسكري في ليبيا.