أحيل مؤخرا على التحقيق بابتدائية سوسة، 7 شبان يشتبه في تكوينهم عصابة وتورطهم في قضايا سلب متعددة ضد مواطنين في مناطق متفرقة. وقد تمكن أعوان الشرطة والحرس بسوسة من إيقافهم بالتنسيق مع الحرس الوطني بحفوز (القيروان) على اثر تعرض شيخ (63 سنة) مؤخرا بجهة حفوز الى العنف وسلبه الف دينار وشاحنة خفيفة تحت التهديد. ايقاف المشتبه فيهم (في العقد الثالث من اعمارهم) تم في ولاية سوسة وقد تواصل التحقيق معهم كما تواصلت ملاحقة 3 شبان آخرين على ذمة القضية وقضايا سلب متعددة في حالة فرار. وتبين ان بعض المشتبه فيهم فارون من السجون (في رصيدهم بين 5 و23 سنة سجنا). وبناء على ما جاء في ملف القضية من خلال شكوى المتضرر واعترافات المشتبه فيهم، فان شيخا(63 سنة) أصيل مدينة القيروان توجه قبل ايام الى مسقط رأسه بقرية الشريشيرة بمعتمدية حفوز (القيروان) للإشراف على حفر بئر فلاحية عميقة بضيعته. وذكر انه كان في الأثناء يقيم بمنزله الكائن بالضيعة. ويوم الواقعة (الأحد 26 فيفري) كان بصدد مشاهدة التلفاز بالمنزل بعد يوم متعب لما استمع الى حركة غير عادية في محيط مسكنه غيران ثلاثة شبان (تعرف عليهم لاحقا) تسلقوا السور وشدوا وثاقه وعنفوه. وبين ان الشبان نزعوا قميصه وسرواله وشدوا وثاقه وطلبوا منه ان يسلمهم ما لديه من أموال بحوزته فسلمهم مليونا و110 دنانير حسب روايته، لكن المشتبه فيهم واصلوا تعنيفه وتهديده مطالبين اياه بالمزيد من المال لكنه نفى ان يكون لديه ما يرغبون فيه. وأضاف المتضرر أن المشتبه فيهم كمموا فاه ثم تركوه مقيدا وتمكنوا من الاستيلاء على شاحنة خفيفة كانت في المستودع ثم لاذوا بالفرار. وأثناء فرار المشتبه فيهم على متن الشاحنة انحرفت بهم وسط خندق وعجزوا عن إخراجها مما جعل جيران المتضرر ينتبهون الى الأمر فهبوا الى مكان الشاحنة ظنا منهم ان جارهم في حاجة الى مساعدة لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة المشتبه فيهم الذين هددوا بإطلاق النار (وفق اعتراف احد المشتبه فيهم) قبل ان يتمكنوا من الفرار على متن سيارة مكرية كانت على مقربة من منزل المتضرر وعلى متنها عدد آخر من المشتبه فيهم وقد تمكن الجيران من التعرف الى الرقم المنجمي للسيارة. تقدم المتضرر بشكوى الى أعوان الحرس بحفوز وقدم أوصاف المشتبه فيهم مستعينا بشهادة الجيران. واعتمادا على الرقم المنجمي للسيارة المكرية التي تبين انها تابعة لاحدى الوكالات بمدينة سوسة، واجراء التحريات اللازمة بالتنسيق بين حرس حفوز والشرطة العدلية والفرقة العدلية للحرس بسوسة، تم التوصل الى هوية من اكترى السيارة الذي افاد انه تمكن من اكترائها بواسطة وثائق احد المواطنين اثر سلبه حافظة أوراقه ودراجة نارية بمعية شاب آخر تم ايقافه بدوره. وبالتحري مع الشابين نفيا سلب الشيخ وقدما أوصاف عدد من الشبان المظنون فيهم فتم القبض عليهم في مدن متفرقة بين سوسة والنفيضة ومساكن. وقد بلغ عدد الموقوفين على ذمة قضية السطو والاعتداء 7 شبان (في العقد الثالث) تعرف المتضرر الى 3 منهم، بينما تمكن 3 شبان آخرين بينهم رئيس عصابة وجميعهم فارين من السجون من التحصن بالفرار. واثناء البحث اعترف المشتبه فيهم بسلب الشيخ امواله وشاحنته وتقييده وتعنيفه لكنهم اختلفوا في تفاصيل التنفيذ وفي مبلغ المال المسلوب كما جددوا اعترافاتهم امام قاضي التحقيق (التحقيق عدد3) بابتدائية سوسة فأصدر في شانهم بطاقة ايداع بالسجن كما تم إصدار بطاقة جلب وتفتيش في شان بقية المشتبه فيهم (3 شبان). اعترافات...وخلافات وحسب اعتراف المشتبه فيهم وهم أصيلو مناطق مختلفة بين سوسةوالقيروان والقصرين، فانهم اجتمعوا قبيل الواقعة بمنزل احدهم بحي الرياضبسوسة (فار من السجن) تعودوا على السهر وتعاطي الخمر داخله بمعية الشبان الفارين (جميعهم 10 شبان). وأكدوا أنهم خططوا لسلب الشيخ بناء على معطيات تقدم بها شاب أصيل المنطقة (الشريشيرة) ويتردد على سوسة اكد من خلالها ان «جاره» بحوزته ما يناهز ال60 ألف دينار. وأقر المشتبه فيهم بما جاء في رواية الشيخ من تسلق الجدار وشد الوثاق والتهديد بسلاح ابيض وسرقة الشاحنة وتفاصيل تفطن الجيران لهم. لكنهم اختلفوا في رواية تفاصيل التنفيذ والمسؤوليات. بينما اكد اثنان منهم ان دورهما اقتصر على كراء السيارة التي تنقل على متنها بقية الشبان. كما اكد بعض المشتبه فيهم ان خلافا وقع بين الشبان حول قيمة المبلغ الذي غنموه عندما حاول احدهم الاستحواذ على الأموال وإقناع زملائه انه لم يجد لدى المتضرر سوى هاتف جوال. وقد اعترفا انهما اكترياها بواسطة وثائق شخصية تعود الى احد المواطنين (بمساكن) اعترضوا سبيله وسلبوه دراجة نارية وحافظة نقود تحتوي على بطاقة تعريف ورخصة سياقة كما اعترفا بسلسلة سرقات وسلب. فارون من السجون تمت مكافحة المشتبه فيهم بسبب تضارب اقوالهم في رواية تفاصيل الواقعة وتضارب اعترافاتهم. وقد وجه قاضي التحقيق الى 5 منهم تهمة الاعتداء على أملاك الغير والأشخاص باستعمال أسلحة بيضاء وتكوين عاصبة. وللاثنين الآخرين تهما تتعلق بالسلب والتدليس. وقد صدر في شانهم جميعا بطاقة ايداع بالسجن. ولايزال البحث جاريا عن 3 مشتبه فيهم في نفس القضية كما يجري البحث عن سلاح ناري، روى احد المشتبه فيهم ان احدهم هدد به. وتشير التحريات ان 4 من بين المشتبه فيهم فارين من السجون وتترواح مدة سجنهم بين 5 و23 سنة سجنا تتعلق بقضايا سرقة وسلب وبيع خمر خلسة. كما عثر بمنزل احدهم وهو المشتبه في كونه رئيس العصابة على مسروقات كثيرة من التجهيزات المنزلية وغيرها.