فتحت فرنسا باب الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار المناوئون لحكم العقيد معمر القذافي حيث أعلنت باريس أمس الاعتراف بالمجلس بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي وأنها سترسل سفيرا الى بنغازي حيث مقر المجلس الانتقالي،مقترحة ضربات جوية محددة الأهداف على ليبيا لكن العقيد معمر القذافي ردّ على هذا الاعتراف والتهديد بالكشف عن تمويله للحملة الانتخابية الرئاسية لنيكولا ساركوزي عام 2007. الأمر الذي من شأنه الإطاحة بالرئيس الفرنسي وقال علي العيساوي، موفد المجلس الى باريس، في ختام لقاء مع ساركوزي ان «فرنسا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي». تمثيل ديبلوماسي وأضاف العيساوي أنه «على هذا الأساس سنفتح ممثلية ديبلوماسية ومن ثم سفارة في باريس وسيتم ارسال سفير فرنسي الى بنغازي» قائلا ان هذا السفير سيقيم بشكل انتقالي في بنغازي قبل الانتقال الى طرابلس. وأكد قصر «الايليزيه» أيضا تبادل السفراء قريبا بين باريس وبنغازي. ودعت فرنسا بقية الدول الأوروبية الى أن تحذو حذوها في الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. وجاء الاعتراف الفرنسي عشية اجتماع قادة الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم، حيث من المقرر أن يطرح الرئيس الفرنسي «خطة شاملة» لحل الازمة الليبية وكشف مصدر فرنسي أن ساركوزي سيعلن في الاجتماع تأييده لتوجيه ضربات جوية دقيقة الى ليبيا. وقال عضو المجلس الانتقالي محمود جبريل انه سيكون هناك «خطة استراتيجية تقترحها فرنسا أمام المفوضية الأوروبية مضيفا ان الخطة تهدف الى انقاذ الشعب الليبي من المعاناة والمجازر التي ترتكب بحقه. وفي روما قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي تربطه علاقة قوية بالعقيد الليبي ان بلاده ستتبنى الموقف الذي يقرره الاتحاد الأوروبي بشأن الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي. وقالت صحيفة «أل بايس» الاسبانية أمس من جهتها ان مبعوث رئيس الوزراء الاسباني التقى قبل أيام بقادة الثوار. ودعت لندن وبرلين أمس الاتحاد الأوروبي الى مقاطعة نظام القذافي. وأظهرت مسودة قرار أن رؤساء الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي سيطالبون اليوم خلال اجتماعهم العقيد الليبي بترك السلطة فورا. هجوم معاكس في المقابل هددت السلطات الليبية أمس بأنها ستبحث قطع علاقاتها مع فرنسا بعد اعترافها بمجلس الثوار. وكانت السلطات الليبية قد أعلنت أمس عن عزمها كشف سر خطير سيؤدي حتما الى سقوط ساركوزي أو حتى محاكمته يتعلق بتمويل حملته الانتخابية عام 2007. وكان التلفزيون الرسمي الليبي بث فجر أمس تسجيلا صوتيا قال انه لمكالمة هاتفية جرت بين السفير الأمريكي في ليبيا وعمر الحريري، المسؤول العسكري عن الثوار. وحسب ما جاء في المكالمة فقد سأل السفير الامريكي الضابط المنشق عن وضع الثوار وعن علاقته بالمجلس الوطني الانتقالي وعما اذا كانت هناك «طريقة آمنة» للاتصال معهم. وخلافا للتوجه الأوروبي نفت الصين أمس وجود أية خطة أو نوايا لديها للاتصال بأعضاء من المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.