تبلور تحالف فرنسي بريطاني ألماني في صلب الاتحاد الأوروبي يدفع نحو توجيه ضربات عسكرية الى نظام العقيد معمر القذافي وسط تأكيد أمريكي بوجود خطة فرض حظر جوّي فوق التراب الليبي ستقدم الى حلف شمال الأطلسي بحر الأسبوع القادم فيما خيّر القذافي الأوروبيين بين الاستمرار في محاربة الارهاب والهجرة غير الشرعية سوية أو مجابهة خطر «القاعدة» والمهاجرين الى السواحل الشمالية من حوض البحر المتوسط. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إنّ فرنسا وبريطانيا مستعدتان للمشاركة بشروط في توجيه ضربات محدّدة الأهداف ضدّ القوات الموالية لنظام معمر القذافي خصوصا إذا قام النظام الليبي باستخدام أسلحة كيميائية ضدّ السكان. شروط صريحة وأضاف: لقد أعربنا أنقليز وفرنسيين عن استعدادنا الحربي بشرط صريح أن تكون الأممالمتحدة تريد هذا الخيار العسكري وتوافق عليه الجامعة العربية وترغب به السلطات الليبية (ممثلة في المجلس الليبي الانتقالي)، لشنّ ضربات دفاعية إذا استخدم القذافي الطيران ضدّ السكان الذين يتظاهرون بصورة سلمية. ودعا ساركوزي الاتحاد الأوروبي الى الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي مقترحا على كافة شركائه إنشاء مناطق للمساعدة الانسانية في شمال افريقيا من أجل التعاطي مع هذه المسألة المقلقة (في إشارة إلى النازحين). بدوره نبه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى ضرورة أن تكثف أوروبا اجراءاتها لعزل العقيد معمر القذافي وأن تدعوه صراحة الى ترك السلطة وأضاف: أن على دول أوروبا اظهار إرادة سياسية موحدة تضغط على القذافي وتؤكد له بأن نظامه بات غير شرعي. من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها لا تعتبر القذافي متحدثا باسم مستقبل ليبيا داعية إياه الى الرحيل فورا. ورأى وزير خارجية المجر يانوس مارتوني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد أنه قبل أية خطوة عسكرية على الاتحاد أن يبعث رسالات سياسية واضحة. وأضاف أن مضمون الرسالة السياسية هو أن على القذافي التنحي مع توفير الظروف لبدء انتقال ديمقراطي في ليبيا. تحريك للسفن من جانبه أكد حلف الناتو أنه سيحرّك سفنا لتصبح أقرب الى ليبيا مشيرا الى أنّ «الأطلسي» موحّد بشأن موقفه من ليبيا وجاهز لأي عمل هناك. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن النظام الليبي يحتفظ بحوالي 11.25 طنا من غاز الخردل وهو من غازات الحرب. واعترفت المنظمة بأن النظام الليبي لا يمتلك وسائل حمل غازات الحرب حاليا بيد أن مجرد الاحتفاظ بها يشكل خطرا على الناس وتتناسق هذه التقارير مع الذرائع التي تبحث عنها باريس ولندن لتوجيه ضربات عسكرية لليبيا. رسالة العقيد في هذه الأثناء طالب العقيد معمر القذافي القمة الأوروبية التي التأم أعضاؤها أمس بالاختيار بين استمرار طرابلس في محاربة الارهاب وتنظيم القاعدة أو الاستعداد لاستقبال جحافل من الارهابيين والمهاجرين الأفارقة السود. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية «واج» عن رسالة القذافي إشارتها الى أن تخاذل التحالف ضد الارهاب في دعم ليبيا وتجاهل أوروبا بدور ليبيا الفعال في ايقاف الهجرة وبث الاستقرار في شمال افريقيا وافريقيا برمتها سيرشح عنه انسحاب بلاده من هذا التحالف وتغيير سياستها بشكل كلي تجاه «القاعدة».. والكرة الآن في مرمى الأوروبيين. ولفتت الرسالة الى أن ليبيا تقول هذا الكلام من موقع القادر.. وقدرتها هي التي أهلتها لتكون طرفا فاعلا في التحالف الدولي ضدّ الارهاب وهي قادرة على هزيمة الارهابيين الذين يسعون الى تحويلها لدولة فاشلة مثل الصومال.