كشف مفتاح ميسوري مترجم العقيد الليبي معمر القذافي منذ حوالي 16 سنة إن الأخير «حزين ويشعر انه تعرض للخيانة» حتى من أقربائه وأصدقائه، مؤكدا أنه «لن يتخلى أبدا» عن مواقفه في مواجهة الثوار المطالبين بالاطاحة بنظامه. وأوضح ميسوري (61 عاما) المترجم الخاص الى اللغة الفرنسية لدى القذافي، في تصريح للوكالة الفرنسية للانباء أن «قائد الثورة الليبية لم يكن يتوقع ذلك أبدا، وقد يكون هذا ما أحزنه فعلا؟» مضيفا أنه «يعتقد انه فعل كل شيء من أجل الليبيين». الخيانة والحزن وأضاف المترجم قائلا إن «القذافي يرى أنه تعرض للخيانة من قبل الجميع حتى من قبل قريبه أحمد قذاف الدم». وكان قذاف الدم مستشارا ومساعدا مكلفا بالعلاقات المصرية الليبية وهو أيضا إبن عم العقيد الليبي، وقد فر نهاية فيفري الماضي بعد عشرة أيام من انطلاق الثورة في ليبيا وأعلن استقالته من النظام الليبي. وأشار ميسوري الى أن العقيد مستاء من القادة الغربيين وخصوصا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلسكوني اللذين يطالبانه بالرحيل. وأوضح ان «القائد كان يعتبرهما صديقين... انه يشعر ببعض المرارة لأنه يشعر ان ساركوزي وبرلسكوني أيضا تخليا عنه». وتابع قائلا «إنه لا يشعر بجرح عميق لأنه مقتنع بأن الخارج لم يفهم جوهر المشكلة وانهم تبنوا القرار في الأممالمتحدة على أساس تقارير اعلامية خاطئة». لا تراجع وفي اتجاه آخر قال المترجم الخاص للعقيد الليبي إن احلال الاستقرار في ليبيا أصبح يحتاج الى «معجزة» وتابع ساخرا «المعجزات أمر يمكن ان يحدث». وأكّد ميسوري على ضرورة وجود «وساطة» للخروج من الأزمة مضيفا «لكن من يتحدث عن وساطة يتحدث عن تنازلات». وتابع موضحا «لا أعرف ما إذا كان القذافي قادرا على ذلك... إنه لا يتراجع أبدا». وفي شهادة على عقلية العقيد الليبي قال «إنه مولع بالتاريخ العسكري ومعجبا خصوصا بالجنرال الألماني ارفين رومل الملقب بثعلب الصحراء والذي برز في شمال افريقيا خلال الحرب العالمية الثانية». وأضاف وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة «القذافي معجب أيضا بلويس الرابع عشر ومقولته: الدولة هي أنا». وفي ملاحظات شخصية وصف المترجم القذافي بأنه رجل متزن، وهو ما يتعارض مع صورة العقيد الليبي الذي يدلي عادة بتعليقات غير مترابطة والذي يحب الظهور في وسائل الاعلام بشكل أقرب الى الاخراج المسرحي.