عديد الحكام من المغضوب عليهم ذنبهم الوحيد أنهم ليسوا من المقربين من أصحاب النفوذ لذلك نجدهم يعانون الإقصاء والتهميش في ظل عدم قدرتهم على مجاراة نسق صراعات المصالح الضيقة وهذا أيضا ينطبق أيضا على الجهات لأن بعض الحكام في جهات معينة وفي رابطات معروفة محظوظة على مستوى التعيينات بفضل نفوذ أصحاب الدار وكما يقال الأقربون أولى بالمعروف. في ظلّ هذه الممارسات والمعاملات غير البريئة أكثر من نقطة استفهام يمكن طرحها حول مصير قطاع التحكيم بعد ثورة 14 جانفي المجيدة.. هل سنرى مع عودة نشاط البطولة ثورة تحكيمية تعيد لهذا القطاع هيبته ومكانته؟ وهل بإمكان أصحاب القرار في اللجنة الفدرالية للتحكيم التوفيق في تأمين المعادلة والنزاهة والشفافية والعدالة بين قضاة الميدان بقطع النظر عن رابطاتهم أو الجهات التي ينتمون إليها؟ وللأمانة نقول إن الوضوح أصبح مطلوبا لتجنب القدح والتشكيك... أيّ حظّ لحكام القيروان؟ تأكيدا لما أسلفنا ذكره لم يعرف حكّام القيروان مثلا سوى التهميش والإقصاء لأنهم لم يجدوا المساندة والمساعدة والدعم من الأطراف والجهات المسؤولة عن القطاع... وفي غياب كتف سمين يمهد لهم الطريق والدليل عدم دخول أي حكم من القيروان القائمة الدولية منذ الاستقلال أي منذ أكثر من 40 سنة، ألا يملك حكام القيروان الكفاءة؟ أم أن الأمور تتجاوز مسألة الجدارة والكفاءة إلى أشياء أخرى سبق أن تحدثنا عنها؟ فأين عبد الله الدرعي وزهير سعيد وإلياس سويدان الذي حرم من الشارة الدولية بسبب بعض الممارسات غير المعقولة (عقوبات أعداد التفقد) لفسح المجال لغيره من الحكام؟ ويبقى الاستثناء الوحيد للحكم شكري سعد الله الذي صبر وصابر لدخول القائمة الدولية عن جدارة ودون أي مساعدة أو مساندة من أي طرف أو جهة. معاناة حكام القيروان جعلتهم يطلقون هذه الأيام صرخة للفت نظر كل من يهمهم أمر قطاع التحكيم لمساعدتهم على تجاوز ظروفهم الصعبة سواء على مستوى التحضيرات والتمارين على المضمار أو العشب حيث يستنجدون بعلاقاتهم الخاصة لتمكينهم من التدرب حتى يكونوا جاهزين بدنيا وأحيانا تغلق في وجوههم الأبواب... لتتواصل متاعب حكام القيروان حتى على مستوى النقل والتنقل بما أن الدروس لا يقع برمجتها إلا في تونس أو سوسة ومن يتخلف يتعرض طبعا للعقوبة والمساءلة رغم أن الدروس تبدأ الثامنة صباحا وتنتهي أحيانا الثامنة ليلا والحكام يتنقلون من حفوز والحاجب وسيدي عمر بوحجلة. مطالب عاجلة لوضع حد لهذه الصعوبات والمشاكل يناشد حكام القيروان أصحاب القرار في قطاع التحكيم إحداث رابطة في القيروان وهي التي كانت موجودة سنة 1986 وكان السيد حسين فيالة رئيس إقليمها وذلك في إطار التقسيم الجغرافي العادل... وتعيين مسؤول عن التحكيم من الجهة في الإدارة الوطنية للتحكيم ممثل عن حكام الجهة.