تقدمت أسرة اللاعب السابق لجندوبة ومدرب الأداني معز الطويهري الذي قضى نحبه يوم الاربعاء بالمستشفى الجهوي بجندوبة بشكوى الى وكالة الجمهورية بجندوبة لمقاضاة إدارة المستشفى الجهوي بالجهة من أجل الإهمال، غير ان إدارة المستشفى أصرت على انها لم تقصّر في حق المتضرر كما نفت إهمالها للحالة الصحية للفقيد. ومع تمسّك كل طرف بموقفه تحول ملف القضية الى أروقة محكمة جندوبة بعدما تقدمت أسرة الهالك بشكوى تتهم فيها إدارة المستشفى بالاهمال. ونظرا لتشعب القضية ودخولها منعرجا كبيرا حاولت «الشروق» الاتصال بشقيق الهالك زياد الذي قال: «لقد توفي شقيقي معز في ريعان شبابه (42 سنة)». يضيف شقيق الفقيد قائلا: «الاهمال في قفص الاتهام وكان بالامكان انقاذ حياته لولا الإهمال وقلة الرعاية التي حظي بها يوم ايوائه بالمستشفى الجهوي بجندوبة بتاريخ 12 مارس 2011 وقد أعلمت بنفسي طبيبة المستشفى «البلغارية» بحالته وقلت لها بأنه يعاني من ارتفاع الحرارة وقد تقيّأ قبل قدومه الى المستشفى وكان على هذه الأخيرة التركيز مع حالة شقيقي وإحاطتها بما تستحق من رعاية غير انها أكدت بأن حالته عادية وأمرت بإيوائه بالطابق الرابع أين تم تزويد جسده بالسيروم كما أمرت بإعطائه مضادات حيوية وقد قضى معز ليلة السبت بالمستشفى وفي اليوم الموالي قامت نفس الطبيبة بمراقبة الحالة الصحية للفقيد ومرة أخرى أكدت بأنها عادية، هذا وتجدر الإشارة بأن حالة شقيقي تدهورت منذ صباح يوم الاثنين الماضي حيث قال لي بالحرف الواحد «يا زياد راني مش نموت» الشيء الذي دفعني لإطلاق صيحة فزع جاءت على اثرها الطبيبة البلغارية وقالت بأن حرارته مرتفعة وأمرت بنقله الى القسم الثاني حيث تم عرضه على الطبيب الذي بقي معه مدة زمنية قال بعدها بأنه أجرى له عملية بسيطة لامتصاص الهواء من صدره، أكد شقيقي بعدها بأن حالته الصحية تحسنت وبأنه سيخلد الى النوم. اكتشاف المرض بصفة متأخرة يواصل محدثنا روايته فيقول: لقد تمسكت يوم الثلاثاء بإخضاع شقيقي الى بعض التحاليل رغم تأكيد الطبيب بأن حالته الصحية عادية ولا تدعو الى الخوف قبل ان يسمح لنا بأخذ عيّنة لقطع الشك. وقد توجهنا بالعيّنة الى مخبر خاص وهذا في حد ذاته مؤسف ومحيّر فكيف لا يملك مستشفى جهوي طاقة استيعابه تعد بالآلاف مخبرا قادرا على تشخيص بعض الحالات، وقد جاءت التحاليل سلبية. وقال لي صاحب المخبر الخاص بأن حالة شقيقي عادية على خلفية العيّنة التي قام بإخضاعها الى التحاليل. غير انه وبعودتنا الى المستشفى لاحظنا ان درجة الحرارة لم تنخفض وحافظت على ارتفاعها مما غذى شكوك الطبيب وطلب اجراء تحاليل على«البصاق» وللغرض طلب منا جلب Tube لأخذ العيّنة وأعلمنا ان المستشفى لا يملك نوعية هذه الحقن «Tube» فاضطررنا الى اقتنائها من لدن مخبر خاص قام فنيوه فيما بعد باجراء التحاليل على العيّنة الجديدة فجاءت النتيجة ايجابية وأعلمنا بأن معز يعاني من مرض الأنفلونزا AH1N1 وبعودتنا الى المستشفى حاول الطبيب تقديم الدواء الخاص بالمرض المذكور غير ان الأمور سارت في الاتجاه العكسي لاسيما ان حالة شقيقي وصلت الى مرحلة متقدمة تمكن فيها الفيروس من السيطرة على جسده الى أن فارق الحياة يوم الاربعاء بعد رحلة مع الإهمال داخل المستشفى رافقته منذ قدومه بقي ان أؤكد بأن شقيقي كان بإمكان المستشفى انقاذ حياته لو وقع تشخيص حالته منذ أول يوم زار فيه المستشفى. ماذا قال مدير المستشفى؟ لمعرفة موقف إدارة المستشفى اتصلنا بمدير المؤسسة فأكد ما يلي: «لقد استقبلنا المرحوم يوم الأحد 13 مارس الجاري وبعد اخضاعه الى بعض الفحوصات الأولية بقسم الاستعجالي تخطيط صورة بالأشعة على مستوى الصدر، تم إيواؤه والاحتفاظ به بالقسم الرابع «قسم الطب العام الخاص بالرجال» ثم وفي اليوم الموالي راقبت صحته الدكتورة وقدمت له بعض الأدوية (مضادات حيوية)، وفي ذات اليوم زارته طبيبة الانعاش التي أكدت بعد ان راقبت صحته بأن حالته الصحية مستقرة ولا تتطلب العناية المركّزة ثم واصلنا مراقبة حالته الصحية حيث تولى الطبيب صباح الاثنين فحصه وأمر بإحالته على قسم الانعاش لأن حالته الصحية تدهورت. وتوجهت شكوك الدكتور نحو امكانية حمل معز لفيروس AH1N1 وفي الأثناء امر بإعطائه الدواء قبل ان نرسل التحاليل الى مستشفى شارل نيكول لتشخيص المرض. وفي ذات اليوم أخذت اسرته عيّنة وقامت باجراء التحاليل بمخبر خاص فجاءت النتيجة ايجابية. ورغم ان المريض تناول الدواء الا انه توفي بعد ان وصلت حالته الى مرحلة متقدمة ثم علمنا بأن الفقيد أصيب قبل قدومه الى المستشفى ب 15 يوما وأنه زار طبيبا خاصا وخضع الى التصوير على مستوى الصدر ولم يتمكن الطبيب الخاص من تشخيص نوعية المرض. بقي ان أذكر وأؤكد براءة الجهاز الطبي وشبه الطبي من وفاة الفقيد التي كانت لها الأثر السلبي في نفوس كافة العاملين بالمستشفى. وفي هذا الاطار أشير الى وجود خلية بالمستشفى خاصة بهذا المرض كما توجد قاعة معزولة.