كثرة المظالم سمة من سمات العهد البائد وضحايا هذه المظالم كثر ومنتشرون بكافة أنحاء البلاد هذا ما يمكن قوله ونحن ننفض الغبار عن واقعة ذهب ضحيتها الشاب رضا الخميري وهو في ريعان شبابه «32سنة» هذه القضية التي لم يكن بوسعنا مجرد الاشارة اليها لانتماء المتضرر الى حركة النهضة نستعرض تفاصيلها مع السيدة مهرية الهرمي والدة الفقيد. تقول الحاجة مهرية والحزن يغلف نبرات صوتها والذكريات المؤلمة تمزق قلبها «سنة 1989 تم اعتقال ابني رضا المولود سنة 1965 عندما كان في تونس العاصمة لإنتمائه حسب مزاعمهم الى حركة النهضة حكم عليه بسبع سنوات ونصف سجنا قضى منهما حوالي 3 أعوام بالسجن المدني 9 أفريل كنا نزوره كل أسبوعين وكان يسمح لنا بمقابلته لمدة نصف ساعة فقط بحضور عون أمن وبيننا وبينه قضبان الحديد وفي سنة 1992 تم نقله الى السجن المدني ببنزرت «برج الرومي» ومنه الى السجن المدني بالمنستير. الى أن أنهى مدة الحكم وتم الافراج عنه يوم 7 فيفري 1997. قضى معنا ليلة واحدة ثم أخذوه كان حديثها أشبه برثاء الخنساء لأخيها صخر...تصمت قليلا ثم تقول «كنا نظن أن رضا سيبقى بيننا وسيتزوج في تلك الصائفة لكن النظام البائد كان له رأى مخالف والبوليس السياسي لم يتركه بيننا سوى ساعات قدم اليه من بعدها وأخذه من المنزل الى مركز الشرطة حيث قضى ليلته هناك قبل أن يطلق سراحه في صباح اليوم الموالي، حيث قضى ليلته بيننا ومن الغد جاء البوليس السياسي من جديد وأخذه ليعود إلينا جثه هامدة يوم السبت 25 جويلية 1997 بعد أن قمنا باخراجه من المستشفى. أضرب عن الأكل لمدة 40 يوما ومدير السجن حرمه من الماء فتوفي سألنا والدته عن سبب اعتقال رضا من جديد فقالت «احتفظوا به بمركز الشرطة 3 أيام ثم أخذوه الى المحكمة ومنعوني من مقابلته حاولت تقبيله فدفعني عون أمن ثم أخذوه الى السجن المدني ببلاريجيا، كنت أزوره باستمرار أفادوني بأنهم اتهموه بالتورط في قضية أخرى بقي موقوفا الى غاية شهر جوان بدون محاكمة وعندها طلب مني توكيل محام له لاسيما أنه أرهق وأصبح في حالة نفسية يرثى لها اتصلت بعديد المحامين فرفضوا المرافعة عنه دخل في اضراب جوع تواصل 40 يوما ورغم حالته الصحية المتدهورة فقد كان مدير السجن ونائبه بأمرانه بأداء التحية لهما قبل أن يرميا به في «السيلون» مع حرمانه من الماء الى أن توفي بالسجن المدني ببلاريجيا ليلة الخميس 23 جويلية 1997 وفي اليوم الموالي اتصل بنا أعوان الأمن وأعلمونا بوفاته. طلبوا من الطبيب التصريح بوفاته في المستشفى تمسح بطرف منديلها ما تساقط من دموعها وتضغط بالآخر على أنفها ثم تقول:«لقد قالوا لنا بأنه توفي بالمستشفى بعد مرض ألم به وطلبوا من الطبيب التصريح بأنه توفي يوم الجمعة بالمستشفى الجهوي بجندوبة وهو ما نفاه زملاؤه في السجن عندما أكدوا بأن رضا فارق الحياة«بالسيلون» بعد أن حرمه مدير السجن من الماء. أطالب بمحاكمة مدير السجن ومن معه ابني توفي في ريعان شبابه...توفي بعيدا عني، تمنيت لو فارق الحياة أمام عيني إني أطالب بمحاكمة مدير السجن ومن معه.