تفجّر أمس صراع فريد من نوعه في اليمن بين الجيش وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد اللّه صالح أدّى الى مقتل شخص من كل طرف وجرح آخرين، فيما خيّر صالح الجيش بين الانقلاب والحرب الأهلية طويلة الأمد أو العودة الى سلطة نظامه، في الوقت الذي تواترت فيه أنباء حول وساطة سعودية أوروبية لمعالجة الأزمة في اليمن. وأكدت مصادر طبية وشهود عيان أمس أن «جثتي جنديين واحدة تعود الى عسكري في الجيش وأخرى الى عسكري في الحرس الجمهوري نقلتا الى مستشفى في المكلاّ إثر اشتباكات بين الجانبين قرب القصر الجمهوري مساء أمس كما أصيب 3 عسكريين في المواجهات. تصعيد متبادل وأشارت المصادر الى أن المواجهات اندلعت إثر تصاعد التوتر بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن الذي أعلن أمس الأول انضمامه الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام. ومن جانبه قال الرئيس اليمني في كلمة وجهها لقادة الجيش أمس أن جهود القيام ب«انقلاب» على حكمه ستؤدي الى حرب أهلية. وأوضح قائلا «إن من يريدون الصعود الى السلطة من خلال انقلاب عليهم أن يعرفوا أن هذا مستحيل وأن البلاد لن تعيش في استقرار» وطالبهم بأن يفكّروا مليا في ذلك. وعلى صعيد متصل قتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون أمس في مواجهات قبلية بين قبيلة سنحان التي ينحدر منها صالح وقبيلة خولان التي كان وفد منها في طريقه الى منزل البرلماني المنشق عن الرئيس اليمني محمد عبد الإله القاضي المنحدر هو الآخر من قبيلة صالح. هذا ويُخشى أن يؤدي انضمام الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية والغربية بقطاعاتها العسكرية لصفوف المعتصمين بصنعاء الى حرب أهلية يديرها حلفاء الأمس وأعداء اليوم ضمن الاستقطاب المحموم لولاء القبائل من الأطراف المتصارعة. وساطة... الآن ؟ وعلى صعيد آخر كشفت صحيفة «الوسط» اليمنية أمس نقلا عن مصادر محلية وجود وساطة سعودية من أجل التوصل الى تسوية للأزمة اليمنية. وجاء في الصحيفة نقلا عن مصادر وصفت بالموثوقة أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عرض على السلطة اليمنية وساطة بينها وبين المعارضة يتبنّاها مجلس التعاون الخليجي بحيث يكون المجلس ضامنا لتنفيذ أي اتفاق بين الطرفين. وفي هذا الاطار قال محمد عبد الملك المتوكل القيادي في اللقاء المشترك أن أي ضامن لا بدّ أن يكون قادرا على فرض تنفيذ ما تعهّد به، متسائلا عمّا إذا كان مجلس التعاون سيقرّر إرسال قوات الى اليمن في حالة تراجع المعارضة أو السلطة عن تنفيذ ما تمّ التوافق عليه كما أرسلها الى البحرين. وفي اتجاه آخر قالت الصحيفة أن اللقاء الذي جمع قيادات في السلطة والمعارضة لم يسفر إلا عن نتائج محدودة وتقرّر أن تستأنف اليوم الأربعاء المحادثات بين الطرفين من أجل حلّ الأزمة. كما كشفت الصحيفة أن لقاء آخر جمع قيادات في اللقاء المشترك مع سفراء الاتحاد الأوروبي في صنعاء حيث طلب فيه السفراء من تلك القيادات تقديم مطالب محدّدة يمكن طرحها على السلطة اليمنية والضغط وتقدمت المعارضة خلال اللقاء بثلاثة مطالب تتمثل في وقف العنف ضد المعتصمين وإبعاد الأبناء والأقرباء من المواقع القيادية في الجيش والأمن ووجود وسيط دولي ضامن وبدء الحوار حول تنفيذ ما جاء في مبادرة الرئيس صالح الأخيرة.