في مجالس السهر وعند زيارة الأقرباء خاصة وبطريقة لا شعورية يبادر البعض منا بمجرد الجلوس إلى احتضان الوسادة. عملية الاحتضان هذه تتكرر عند الجلوس أمام جهاز التلفاز أو عند تذكر شخص عزيز علينا أو في غرفة النوم أيضا فما التفسير النفسي لهذا السلوك؟ احتضان الوسادة يقول منجي عندما أزور أقاربي اذ أشعر أنها تسهم في تخفيف القلق والارتباك. وتؤكد الآنسة (ف) أنها تشعر بحاجة الى وجود الوسادة بين يديها لدى مشاهدة أحد الأفلام البوليسية أو أفلام الرعب. اذ في احتضانها لها تشعرها بالاطمئنان وعدم الخوف. فتاة أخرى تقول أنها تحتضن الوسادة الناعمة لأنها تشعرها بالدفء والحنان خاصة عند تذكر شخصا عزيزا عليها. **ما رأي علم النفس؟ ينفي الدكتور عطيل بينوس وهو مختص في علم النفس وجود اية ايحاءات جنسية في هذه المسألة لأن علاقة الإنسان بالوسادة لها أسرارها. يقول «أول حاسة تنمو في الطفل منذ أن يكون في رحم أمه وقبل ولادته هي حاسة اللمس وهذه الحاسة تجعله يشعر بأنه في علاقة مع جسم آخر ومثل هذا الاحساس هو الذي يشعره بوجوده ككائن. وينمو هذا الإحساس بعد الولادة اذ يشعر بالاطمئنان وهو في حضن أمه وعلى امتداد فترة ارضاعه ونموه تتوطد عنده أهمية الاحتضان. وبما أن الاحتضان تشعره بوجوده وتشعره بالدفء والحنان وتداري عنه أخطار العالم الخارجي فإن هذه الحاجة (الحاجة الى الاحتضان) تبقى وتكبر مع بعض الأشخاص تماما مثل الأشخاص الذين يرضعون أصابعهم في مرحلة ما بعد الطفولة. الى هنا تبدو المسألة لاشعورية وسلوكا لتعويض حضن الأم بصفة رمزية لتحسس ومعايشة وضعية اطمئنان. ومن جانب آخر يؤكد الدكتور ع. أن احتضان الوسادة يتدعم لدى البعض في أوقات معينة وفي فترات حساسة يخاف فيها بعض الأشخاص من الليل ومن الظلام بحثا منهم عن الأمان. استعمال الوسادة واحتضانها وإن كانت عملية بسيطة إلا أن لها دلالات رمزية عميقة وأسباب نفسية تعود إلى مرحلة الطفولة ومثل هذا التعويض الرمزي الذي قد تضطلع به الدمية أيضا يجعلها بالفعل تبقى مجرد وسادة خالية.