تعيش معتمدية نفزة حالة من الاحتقان والترقب بعد فترة هادئة دامت عدة أسابيع ويعود هذا الاحتقان بسبب إحالة عمال الحضائر التابعين لإدارة الغابات على البطالة بعد مدة وجيزة من انطلاق هذه الحضائر. وقد دأبت إدارة الغابات على فتح باب الشغل للعمال الراغبين في العمل وقد انطلقت الأشغال فعليا منذ 3 أسابيع وبدأ العمال وعددهم بالمئات يعملون وقد هدأت الأمور تقريبا وعادت الحياة الى طبيعتها وعاد الأمن الى الاستقرار التام حتى أن الجيش قد غاب عن بعض الإدارات الحيوية مثل البنوك ولم يعد متواجدا إلا بمقر المعتمدية وقد تناقص عدد الوافدين الطالبين للشغل عن هذه المعتمدية بشكل لافت وتزامن ذلك مع العودة الى المدارس والمعاهد بصفة طبيعية إلا من بعض التحركات التلمذية المعزولة.إلا أن ذلك لم يدم طويلا ليعود الاحتقان وتعود المسيرات والاعتصامات بمناسبة عيد الشباب حيث عادت الأمور الى النقطة الصفر لسببين اثنين أما السبب الأول فيتمثل في أن إدارة الغابات قد تراجعت في مرحلة أولى في مبلغ الأجرة اليومية الذي كان في بادئ الأمر حوالي 8 دنانير ليصبح بعد ذلك حوالي 4 دنانير وقد بررت الإدارة ذلك الى عدد العمال المرتفع وحتى تستطيع هذه الإدارة أن تستوعب ذلك العدد الكبير من العمال وإذا كان هذا الأمر قد قبل من قبل العمال ولو عن مضض فان مازاد الطين بلة هو توقف هذه الحضائر عن العمل بعد 20 يوما فقط ليجد أبناء نفزة أنفسهم بلا مورد رزق ومن لا يعرف نفزة فإنها تخلو من أي مصنع أو ورشة صناعية مهما كانت طاقة استيعابها ويتوقف الاقتصاد فيها على العمل الفلاحي وفي هذه الفترة من الموسم الفلاحي لا يوجد أي نوع من المنتوج الفلاحي يمكن أن يستغله المواطنون لسد رمق أبنائهم وبدون هذه الحضائر فان الحياة تتوقف تماما ويصبح الوضع صعبا جدا ولا أحد يعلم سبب توقف هذه الأشغال أو هذه الحضائر التي تعود عليها المواطن في نفزة ولتكون موردا شبه قار لهم. المواطنون الذين قاموا بمسيرات يوم عيد الشباب والذين اعتصموا أمام مقر المعتمدية غداة عيد الشباب يطالبون بحلول عاجلة للبطالة في المعتمدية الى جانب حلول أخرى على المدى المتوسط والبعيد لمعضلة البطالة التي تنخر جسد نفزة حتى أن أحد المعتصمين رفع لافتة معبرة كتب عليها «نفزة تحتضر» وقبل أن تلفظ أنفاسها لابد من تدخل عاجل بإعادة هذه الحضائر الى النشاط ثم البحث عن حلول جذرية لحل مشكلة البطالة المتفاقمة وحتى لا تنزلق الأمور الى ما لا يحمد عقباها.