عمّت المظاهرات الاحتجاجية أمس عدة مدن سورية بدءا بالعاصمة دمشق ووصولا الى حمص واللاذقية والرقّة ودوما ودرعا وحماه التي طالب المحتجون فيها بإسقاط النظام، حيث لم تفلح مساعي السلطات السورية لاحتواء غضب الشارع عبر سلسلة من الوعود بالاصلاحات في منع السوريين في الخروج تضامنا مع مدينة درعا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات وشهدت مقتل العشرات بعد تدخل قوات الأمن أمس لقمع المتظاهرين. فقد انطلقت عقب صلاة الجمعة أمس مظاهرات في دمشق وفي محافظة درعا نفّذت خلالها قوات الأمن السورية اعتقالات وشارك الآلاف من سكان درعا في أقصى الجنوب السوري بعد صلاة الجمعة في تشييع ضحايا اقتحام الجامع العمري، لكن قوات الأمن قتلت 20 شخصا على الأقل في منطقة الصنمين قرب درعا بعد مواجهات دامية مع قوات الأمن وفق شهود عيان تحدّثوا عن سقوط عشرات أيضا في مدن أخرى منهم ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في منطقة المعظمية قرب دمشق. تضامن... وانفجار وتضامنا مع المدينة خرجت أمس مظاهرات تهتف بالحرية في كل من العاصمة دمشق ومدينة حمص وسط البلاد وبلدة دوما التي قالت وكالة «أسوشيتد برس» ان الآلاف تجمّعوا فيها تضامنا مع أهالي درعا. وانطلق نحو 300 شخص أمس من الجامع الأموي الكبير وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين «اللّه، سوريا، حرية وبس» و«درعا هي سوريا» و«كلّنا فداء درعا». وفي المقابل احتشد أنصار الرئيس بشار الأسد في ساحة المسكية المقابلة للجامع حاملين صورا للرئيس ووالده حافظ الأسد، وهم يهتفون «اللّه سوريا، بشار وبس» و«بالروح بالدم نفديك يا بشار». وأكدت تقارير اعلامية أن قوات الأمن فرّقت مظاهرات خرجت في عدة أحياء بالعاصمة دمشق، وقال شهود عيان ان الشرطة السرية اعتقلت العشرات من المحتجين. وخرج المئات من أهالي قرية داعل في مسيرة تضامنية الى درعا القريبة هاتفين «الحرية الحرية» و«داعل ودرعا لن تذلاّ» ورافعين أعلام سوريا، فيما أطلق عدد كبير من المتظاهرين العنان لمنبّهات دراجاتهم وسياراتهم اكتفت قوات الأمن بالمشاهدة ولم تتدخّل. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان في مدينة حمص (وسط سوريا) أن مئات المتظاهرين في المدينة هتفوا للحرية وطالبوا بإسقاط المحافظ لكن المتظاهرين في مدينة حماه التي شهدت مقتل الآلاف عام 1982 على أيدي قوات الأمن السورية رفعوا سقف مطالبهم ودعوا الى إسقاط النظام ، حيث جرت أيضا اشتباكات مع الشرطة. برميل بارود وحذّر الناشط السوري هيثم المالح الوضع في البلاد بأنه «برميل بارود قد ينفجر في أيّ لحظة». وقال المالح الذي اعتقل لسنوات بسبب معارضته وأفرجت عنه السلطات بعفو عام قبل أيام ان «ما يحصل كرة ثلج وهي ستكبر مع التدحرج». وأضاف المالح أن «السلطة بيدها مفتاح التغيير إذا شاءت، وإلا ستذهب الأمور الى التغيير الكامل، فما يجري في سوريا لا يُحتمل، نحن نتعرّض للقمع والتسلّط وقهر السلطات الأمنية ولدينا بطالة تتجاوز نسبتها 30٪ بينما يعيش 60٪ تحت خط الفقر» حسب قوله. ولفت المالح الى أن مظاهرات جرت في «دير الزور» حيث اعتقلت الشرطة أطفالا و«في الشارع خرج الناس من المسجد الأموي ولكن مجموعات من البلطجية هاجمتهم وبدأت تهتف «بالروح بالدم نفديك يا بشار» فاضطرّ المتظاهرون للسّير في اتجاه ساحة المرجة وهناك اعترضتهم الشرطة وضربتهم». وقد علّقت شخصيات من المعارضة السورية على تعهد الرئيس بشار الأسد بتوسيع الحريات وتحسين مستوى المعيشة بالقول ان وعود الأسد لا تلبّي طموحات الشعب، وهي مماثلة لتلك الوعود التي تكرّرت في مؤتمرات حزب البعث حيث يتمّ تشكيل لجان لدراسة اصلاحات لا ترى النور أبدا.